GuidePedia

0
افتح يا رومميل
قصة/ سامى عبد الستار مسلم
مصر

هنا يمكنني أن أسكر...،
واليوم لن أؤدي طقوسي المعتادة...؛
فلن أتفحص ضباب الإنارة، ولا الكراسي العتيقة، والحوائط الناعسة. سأترك الوجوه الغائبة حاضرة على كراسيها. 
لن أخمن أيهم يشربها باردة، وأيهم يشربها عادية. لن أترك العصبية لقدمي كي تفرك رخام الأرضية، وأستمتع بعدها بالنداء على روميل 
" افتح يا روميل " 
أَدفع البيرة على الزحام الذي برأسي... 
أولاد الجيران يتزايدون، فيزداد الصراخ، والضحك، والسقوط على الأرض، وتتزايد الدراجات الصغيرة التي تضرب ساقي عند السير.
تسير المواشي أمام الدار؛ تلقى بروثها أمام الدكان، وأنا واقف بداخله. تلعب بأذيالها؛ أرد التحية في صمت. 
أكتم أنفاسي من الدخان المنبعث من كومة الخشب التي لا تفنى مثل صاحبتها. هذه العجوز التي تنادى حفيدها كل يوم كي يشعلها. 
أصوات النساء - اللاتي يجرين حافيات وراء أولادهن- تتراشق في أذني كاصطدام العجلات الصغيرة بساقي.
انتهت الساعات المحددة لى بالدكان...،
يجب أن أهرب إلى قلمي وأوراقي؛ لعلى أفلح في كتابة القصة هذه المرة..
من الطارق؟
.إنه صوت مندور أخي
افتح يا روميل...؛
سيبلغني أن لديه مشواراً مهماً، ويأمرني بالوقوف مكانه في الدكان أثناء فترته، سيذهب لمعاكسة بنات ثانوي، أو صيد حورية من حوريات النهر.
تمتلىء الحجرة بدخان العجوز الذي أوشك على خنقي. أفر إلى الحجرة الداخلية.
يدق الباب . 
إنه أبى... افتح...؛ 
لقد أنهى أحجار المعسل أمام الدار، ويود الاستماع إلى مباراة الكرة في الراديو. دخلة أبن صديقه اليوم؛ سيأمرني بحضور الفرح بدلاً منه؛ فالمباراة أوشكت - مثل الفرح - على البدء...
صب قبل أن يتذكر أربعين ابن الصراف صديقه.
ستكون قصة رائعة،
سأذهب وأكتبها في محطة القطار. يأتي التصفيق في أذني كالرصاص، وقد أطلقته الأيدي عبر التليفزيون؛ تشجع كُتَّاباً لا أعترف بهم؛ تسلموا جوائز. بعد قليل ستأتي مذيعة - حتماً - لتجرى حواراً مع أحدهم، وسيخبرها في آخر الحوار عن مشروعه القادم في الكتابة.... 
ها هو ألم أقل ذلك ؟!! 
أوشك الحوار على الانتهاء...؛
افتح يا روميل قبل أن يبدأ في مشروعه.

إرسال تعليق

.
 
Top