سيف يد
قصة/ سامى عبد الستار مسلم
مصر
رحت أدفع بعينيَّ المارة، وأغلق الأبواب؛ كي يتهيأ لها الطريق، فتمضى إلى المعدية؛ حيث نركب سيارة بلدتنا. هناك سأكون بجوارها فأفرغ لها كل ما بصدري. سأتحدث بقوة، وارتجاف . سأدفع لها لأول مرة الأجرة على أساس من وعى، وفهم .
لن تمانع هذه المرة.
سيُعصر وجهها خجلاًُ؛ فألفه دبلة بعيني إلى أن نذهب أنا وأبى إلى بيتهم .
أكدت له أنى اهتديت إليها، وأنى ما كنت أتوقع هذا قط..
ما أجمل سيرها ....؛ مثل طيف هاديء!!
كثيراً كنت أستشعر الخطوات العسكرية من داخل الملحفة، وإذا ارتفع نظري لأعلى أرى الوجه الناضج مطلاً من وراء شيش طرحتها التركواز؛ يبسط نظرات من عيون بنية أقسمتْ ألا تقتل في لحظة إلا أنا، وألا تحيى إلا أنا.
إذا تكلمت سرحتُ في عالم آخر....
وإذا صمتت تهتُ في الوجه المطل من الشيش التركواز.
صوت صنع ليكون لها...
أيسمعونه مثلي ؟
نفيتُ كثيراً لنفسي إجابة هذا السؤال؛ فأنا أرى الكل يسمع ويرد عليها؛ بل أحيانا كثيرة يقاطعونها ويتحدثون، بينما تغلق عندي كل منافذ الحديث، وأجد نفسي تائهاً في النبرات الصاعدة من شلال الضحك...؛
فكيف أقاطع شلالاً يرميني بنبرات تخدر لساني؟ّ!!
هدير الشلال، ورائحة السوسن في النبرات....
كانا يسمراني في بورترية وجهها الحي بألف مسمار .
كل يوم كنت أؤكد لنفسي أن الوقت المشلول سيصح ويجرى- في نفس اليوم - كفهد إفريقي؛ فكنت أتحامل على نفسي إذا رأيتها؛ فلا أزرع أية ورقة من صندوق صدري؛ كي لا يتم تخصيبها في أرضها الحنائية؛ ويفاجئنا موسم الحصاد فلا أجد أبى معي كي نذهب إلى بيتهم.
* * *
- لما يتعملك عقد في الشغل هنروح على طول.
عبارة أبى هذه كانت شريط حديدي لقطار لهفة، يجرى ولا محطة توقفه؛ فأعود إلى الوقت الذي تبدى لي مراراً كثعلب مريض ومخيف....يصارعني بأنياب من تبلد وخمول؛ حتى تم التعاقد؛ كدق جرس انتهاء جولة داخل الحلبة.
عبرتُ قبلها؛ كأني أفرش لها المعدية...؛ فعبرت،
وقفنا تحت كافورة في دائرة نصفها شمس....
والأخر ينام فيه الظل.
تلاحقت أنفاسي، وسعلتُ كذباً؛ ولم تهدأ الأنفاس.
تمالكت نفسي، وأخبرتها؛ فقالت:
- أنا انقرا فاتحتي امبارح.
إرسال تعليق