GuidePedia

0

******** من فوق عرشها *********
(( معارضة للشاعر الدارمي ))
قل للمليحةِ في الخمارِ الأسودِ
هل كان سحراً في لقاءِ الموعدِ
خَطَرَتْ بعينِ شويعرٍ و تبخْترَتْ
هل يرتدي حبٌّ لهيبَ الموقِدِ
قالت بصوتِ عيونها و بصمتها
من أنتَ يا عزفاً بنايِ مغرِّدِ
هل أنتَ مجنونٌ يُضافُ مجدّداً
أم أنتَ ساحرُ مقلتي في سؤددي
مُذْ جئتَ نحوي و الشِّغافُ بحالةٍ
يرثِي لها سِربُ الحمامِ بمعبدي
هل كانَ قصدُكَ أن تُغامرَ بالهوى
أم كان سهواً جئتَه لم تقصدِ
إني بقصري في حصونِ مشاعري
مهما رميْتَ على الجفونِ كمُعتدِ
فالبلبلُ المختالُ حاولَ مرّةً
فأُصيبَ قلبُ البلبلِ المتمرِّدِ
و البدرُ حاولَ مرَّةً بغرورهِ
فارتدَّ مخطوفاً بقيدِ زمرُّدِ
يا من تحاول أن تقارب عُشّتي
عيناي تقتلُ بالجمالِ المُغْمَدِ
لا تقربنَّ كوامني فبسحرها
أجتاح حِصْنَكَ كالشهابِ الأوحدِ
فأحيلُ صدرَكَ كالجحيم من الجوى
و أصيب جوفَ القلبِ مثل مهنّدِ
نارٌ أنا ... ما مسّ عشقيَ عاشقٌ
إلا و نال سهادَه في المرقدِ
يا من تراودُ نظرتي و ملاحتي
إنّي سعيرٌ في ثيابِ زَبَرْجَدِ
فابعِدْ و إلّا سوف تُمسِي باكيا
سيتوه عقلُكَ بين أمسٍ و الغدِ
قل لي لماذا قد أتيْتَ لحيِّنا
هل تُهْتَ حتى تستغيثَ بعسجدي
قمرُ السماءِ من المسافةِ أشقرٌ
و القرب منه كما المساءِ الأسودِ
تصطف آلاءُ الجمالِ على المدى
كالصرحِ يجلوه الحياءُ بمبردِ
فالحسن عندي كالكنوزِ بقلعةٍ
كجزيرةٍ تحيا ببحرٍ أسعدِ
من جاء نحو شواطئي ذاق الوغى
ندّاهةٌ ... أسرِي بنهرِ تفرُّدي
خطفُ المشاعرِ لُعبتي فترقّبوا
فطريقتي في الأسرِ لم تتجدّدِ
كلُّ الذين تقرّبوا من بسمتي
عادوا بعقلٍ كالخواءِ مجرَّدِ
فوسامتي جُبٌّ بغيرِ نهايةٍ
و سماؤها تعلو فلم تتحدّدِ

========================
شعر : د. محمد عباس الطاف

إرسال تعليق

.
 
Top