لقاء وحوار ثقافي واجتماعي
مع الكاتبة والشاعرة الجزائرية سليمة مليزي
ألكاتب والباحث الفلسطيني الدكتور احمد القاسم
الجزائرية سليمة مليزي، كاتبة وشاعرة، تمتاز بتنوع كتاباتها شعراً ونثراً وقصصاً قصيرة للأطفال، كما أنها تكتب القصيدة النثرية، تمتاز بعمق ثقافتها وسعة اطلاعها، وفكرها التقدمي والنير، المساير لظروف الحياة العصرية، وتطورها وتقدمها، ونيلها للعيد من الجوائز التقديرية، والأوسمة وخلافها، تتمتع بشخصية صريحة وجريئة، وهي منخرطة في عصرها، بأحداثه وسياساته، ومنشغلة بوضع المرأة في هذه الأحداث، وانعكاساته عليها، وهي مع كل ما يخدم الإنسان، من اجل التحرر والعيش الكريم، وخاصة حرية التعبير، واحترام الرأي الآخر، وحب الوطن، سليمة مليزي تكتب بقلم ماسي ومداد ذهبي. كعادتي مع كل من التقيهن من الأديبات في حواراتي، كان سؤالي الأول لها هو:
@-من هي الكاتبة والشاعرة الجزائرية سليمة مليزي من حيث الحالة الاجتماعية والمستوى التعليمي والعمل والهوايات، وهل شخصيتك صريحة وجريئة ومتفائلة وطموحة؟؟؟
سليمة مليزي شاعرة وصحفية، ابنة عائلة عريقة متعلمة، حيث كان جدي الثالث قاضي على مستوى الشرق الجزائري، وكان لجدي وأبي مدرسة قرآنية..ابنة شهيد وجدي شهيد . من مواليد قرية بني فودة سطيف، أحمل شهادة الدراسات العليا للغات الأجنبية..شهادة في الإعلام الآلي، تخصص برمجة وتصفيف...شهادة الكفاءة المهنية في الإدارة..عملت في الصحافة المكتوبة، كتبت المقالة الصحفية عن المجتمع والأسرة..لدي قراءات في إصدارات جديدة من الكتب..أساهم في إعداد صفحة أدبية في جريدة الشعب الورقية، فزت بجوائز عدة، بين القصة والشعر على مستوى العالم العربي، ولدي الكثير من التكريمات والأوسمة. نعم أنا املك شخصية صريحة وجريئة، ومتفائلة، لكنني حنونة جداً، قوية الشخصية عند الجد، املك بحراً من الطموح.
@-ما هو تقييمك للشبكة العنكبوتية؟؟؟ وهل صحيح أن مضارها على البشرية أكثر من منافعها ولماذا؟؟؟؟
كل ما اخترعه الإنسان فيه منفعة وضرر، لكن خيارات الإنسان، هي التي تحدد ما ينتفع به، او العكس. لذلك اعتقد أن فوائد اي شئ مخترع، يتحدد في المفهوم الحقيقي والصائب للإنسان، فعقل الإنسان، يجب ان يختار أين الصح والخطأ !؟ الشبكة العنكبوتية او شبكات التواصل الاجتماعي، هي بمثابة ثورة الكترونية، فتحت مجالاً واسعاً لتواصل الناس فيما بينهم، وفيها أيضاً مضارها الأخرى، وعلينا أن نعرف كيف نستفيد من ايجابياتها فقط...كمل تعرفون، تأسست الإنترنيت في البداية من طرف باحثين، في قوات الدفاع الأمريكي، لأغراض عسكرية وحربية وتجسسية، ثم تبلورت في العالم المدني، لأغراض علمية، مما أتاح للبشرية فرص كبيرة جداً، للتواصل الاجتماعي السريع والفعال، وها نحن نستفيد منها لنشر أعمالنا الإبداعية والصحفية، وجعلت لنا العالم قرية صغيرة بالفعل. ، بالنسبة لي خدمتني كثيراً للعودة للإبداع والنشر والتواصل مع أصدقاء شعراء ومبدعين في العالم، لو استعملها الإنسان بالشكل الصحيح، لا ضرر فيها، بالعكس، فهي منفعة كبيرة لكل شرائح المجتمع .
@-ما هو رأيك بوضع الطفل العربي بشكل عام، والجزائري بشكل خاص، من النواحي الصحية والاجتماعية والتعليمية والترفيهية، وهل الطفل الجزائري والعربي بعامة يلقى العناية اللازمة من أنظمة الحكم العربية والمؤسسات الخاصة؟؟؟ وهل أنت راضية عن تشغيل الأطفال في إعمال تدر عليهم دخلاً مالياً؟؟؟؟
حقوق الطفل العربي على العموم مهضومة. وما آلت إليه بعض الدول العربية من حروب أهلية ،وتراجع كبير جداً في ما يخص حقوق الإنسان العربي ككل، مما ترك آثاراً سلبية في تنمية حياة الطفل، تنمية صحيحة، فهو الآن، يعاني مشكلات التخلف المعروفة، تخلف في الصحة، والحياة الكريمة، والتعليم والتلاحم الأسري في غياب الأبوين. وكذلك ما خلفته الحروب من تشرذم، وتشرد وتشتت...وكلما يكبر الطفل، تكبر معه كل الأمراض والأزمات، وبالتالي سيكون رجل المستقبل ناقص من كل المقاييس الإنسانية، لخدمة مجتمع صالح، أما الطفل الجزائري، وما أتاحت له من قوانين، وفرص للحياة الكريمة، والتعليم المجاني، والإجباري منذ الاستقلال، والرعاية الصحية المجانية، يعتبر أكثر حظاً من الكثير من الأطفال العرب، حيث تتكفل الدولة بالرعاية الصحية، والتربوية، وحقوق الحفاظ على حياته، كطفل يتمتع بالحماية من استخدامه، وعقوبة كل من يشغل طفل قاصر الخ.
@-هل تعتقدي بان هناك تقصير في الكتابات المتعلقة بالطفل العربي والموجهة له شخصياً، من قبل الكتاب العرب، وما هي الأسباب التي تحول دون اهتمام الكتاب العرب بشكل عام بالكتابة للطفل العربي؟؟؟
ربما التقصير، هو من طرف الدول والمؤسسات في التشجيع والنشر، لكن في الآونة الأخيرة، ومن خلال شبكة التواصل الاجتماعي، اكتشفت هناك أدباء يهتمون بأدب الطفل.. هناك نقص كبير مقارنة بالغرب، الذي يهتم منذ القديم بأدب الطفل، وخاصة من حيث الرسوم المتحركة التي أراها الأسهل والأقرب لتعليم الطفل، خاصة في المرحلة الأولى لنشأته، وهذا هو الغائب في مناهج التربية في العالم العربي، وهناك تراجع كبير في توظيف المطالعة في المناهج التربوية في المدارس، كما لاحظت في الجزائر غياب تام لتشجيع المطالعة، وهي المحفز الأول للاهتمام بالكتابة للأطفال. وساهم تحرير سوق الكتاب، في تراجع مستوى الكتابة للأطفال، فقد أتاح فرص للمستثمرين في إنتاج الكتاب التجاري، الذي لا يحترم المقاييس البيداغوجية. مما جعل المستوى تطغى عليه الرداءة، مقارنة بالثمانينيات، عندما انتهجت الدولة سياسة الإشراف على النشر للأطفال. فكانت هناك لجان من أساتذة تربويين، ونفسانيين يراجعون ما يكتب للطفل قبل الطبع..وقد أتيح لي في تلك الفترة، فرصة طبع مجموعة من قصص الأطفال، وهي من المبادرات الأولى في الجزائر، ورأيت حرص المشرفين على كل كلمة وصورة موجهة للأطفال .واعتقد حان الأوان، ان نهتم بهذا الجانب الحساس. والمهم جداً لتربية الطفل العربي، تربية سليمة من خلال تشجيع الكتابة للأطفال، وترسيخ فكرة المطالعة للطفل، والاهتمام بقصص التراث العربي والشعبي، وتوظيفها في الأدب التربوي للطفل.
@-من هو الشاعر الحقيقي في رأيك الشخصي؟؟ وهل كل من كتب بيتين من الشعر يمكن ان نقول عنه شاعرا؟؟؟؟؟
الشاعر الحقيقي نادراً ما نجده في هذا الزخم التكنولوجي الحديث. حيث فتحت فرص كثيرة، لكل أنواع الكتابات، وتعبير الناس عن مشاعرهم وخواطرهم، هذا جيد على العموم، ولكن الشاعر الحقيقي، يتميز عن الآخرين، بقدرته على إثارة اهتمام القارئ، والتعبير بدوره عما يجيش في قلبه..الشاعر الحقيقي هو من يملك عقول وقلوب القراء، بما يبدع، وفي رأيي إن ذلك لا يتاح إلا لشاعر حقيقي غير مزيف .
@-ما هي نصائحك للمبتدئات بكتابة القصيدة الشعرية ويردن الوصول بسرعة حتى يصبحن شاعرات مشهورات؟؟؟
نصيحتي الأولى هي المطالعة، من اجل تنمية الموهبة على أساس صحيح، لان الموهبة، هي الأساس، غير ان الثقافة تصقلها. ومن لا يملك موهبة وثقافة كافيتين، لا يمكنه أن يحقق ذاته في الكتابة بشكل صحيح..وأيضاً المثابرة والتواضع مهمان جداً للمبدع الحقيقي، فكلما قال الشاعر وصلت، ظهرت في افقه قمة أخرى، عليه صعودها.
@-ما هو رأيك بقصيدة النثر، وكيف تختلف، عن القصيدة في عصرنا الراهن، سواء القصيدة العمودية او الحديثة؟؟؟
قصيدة النثر هي فن من فنون الأدب، لها قواعدها وأسلوبها المتفتح. على اللغة والتعبير المطلق على أحاسيس المبدع، بكل حرية لذالك. انا أميل إلى قصيدة النثر لأنها تتركني اعبر بكل حرية، وبدون تقيد ببحور وقوافي الشعر الموزون.. اختلافها واضح كما ذكرت، لا تتقيد بأي قيود الوزن في الشعر .
@-ما هي أوجه الاختلاف والشبه بين القصة والقصة القصيرة والقصة القصيرة جدا، ومميزات كل منهم عن الأخرى، وهل تؤيدي كتابة القصة القصيرة جدا؟؟؟؟؟؟
القصة القصيرة جداً او القصة الومضة، ظهرت في ثمانينيات القرن الماضي في أوربا، من احل أن تواكب الجيل على التكنولوجيات الحديثة، التي تتطلب السرعة والاختصار.. .وتميز بكثافة الحدث، أكثر من السرد القصصي المعروف في القصة الكلاسيكية. وتصور كل الأحداث في اختزال الجملة، بمعرفة الحدث من خلال ذكاء القارئ.. أنا خضت تجربة القصة الومضة والقصيرة جداً مؤخراً، وفزت بعدة جوائز على المستوى العربي .. لكنني. وجدت نفسي اختنق. في حصر قصة في كلمات لا تترك القارئ يسافر في البعد الحقيقي للقصة، ولا أأيد هذا. النوع من الأدب، حيث تختصر القصة في جملتين فقط .. وأخشى أن تندثر القصة الكلاسيكية، ولا يصبح لها وجود .. وأنا مع القصة الكلاسيكية التي تتركنا نبحر في عمق الحدث، وجماليات السرد الإبداعي.
@-ما هو تعليقك على الثقافة الذكورية المنتشرة في المجتمعات العربية والتي تقول: ان المرأة ناقصة عقل ودين، والمرأة خلقت من ضلع آدم الأعوج، وان ثلثي أهل النار من النساء، وان المرأة والشيطان رضعا من ثدي واحد، وما ولَّوا قوماً أمرهم امرأة إلا وقد ذلوا، والمرأة جسمها عورة وصوتها عورة وحتى اسمها عورة؟؟؟؟
هذه الثقافة هي نتاج لتراكمات أفكار خلفتها للأسف، مجموعة من شيوخ يدعون إنهم أهل الفقه والسنة، نصبوا أنفسهم أوصياء على الله في الأرض، فكانت نتيجة فتاواهم وأمراضهم النفسية، هذه العقلية التي توارثتها أجيال، لم تمحص هذه المقولات، ولم تعقلنها، بل انغلقت فيها بدورها، وجيلاً بعد جيل، أصبحت تلك ثقافة وتقاليد وأعراف أمة، كانت خير أمة فأصبحت أعرُّ امة، لأنها همَّشت نصفها الحيوي، الذي يربي المستقبل، ويسهر على بناء الأمة من الداخل...وها هي النتيجة ماثلة أمامكم... التطرف، والعنف، والجريمة، والمخدرات، والكسل، وكل ذلك، تسهر المرأة في بيتها على تقويمه وتصويبه في أبنائها، قبل خروجهم للمجتمع، لكن للأسف، ثقافة فقهاء الظلام، سلطت عليها الجهل، والثقافة الحديثة وضعتها بين خيارين، أحلاهما مر، بين العودة لثقافة القطيع، او الاغتراب في ثقافة الغرب.
@-ما هو رأيك بظاهرة زواج بعض الرجال في المجتمعات العربية من فتيات قاصرات، على أساس قولهم أن الرسول الكريم، تزوج من عائشة في عمر تسع سنوات؟؟
هذا تخلف وتعسف وجريمة في حق الفتاة المراهقة، التي أنا اعتبرها طفلة لا تعي مسؤولية الزواج، وهذا راجع للتطرف الديني. وتفسير للدين الإسلامي الحنيف، إلا ما يليق بأفكارهم الوسخة..الم يقل الرسول الكريم (ص) اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد. وعلموا أبناءكم السباحة والرماية وركوب الخيل، وكان يقصد هنا كل من الذكر والأنثى .. نحن في عصر العلم والتطور لذالك. لا مقارنة بعهد الرسول الكريم ( ص). وأيضا هناك اختراق للقوانين، نحن في الجزائر، القانون منع زواج القاصرات، حتى سن الرشد، لكنهم يزوجونهم باسم الدين، ويكون العقد بالفاتحة، حتى تبلغ سن الرشد، والمصيبة عندما يولد لهما طفل، لا يحصل الطفل على حقه في التسجيل في الأحوال المدنية، لأن والديه تزوجا خلافا للقانون، الذي يمنع زواج القاصر!؟ وهذا ما يترتب عليه مشاكل، يجنيها الأولاد، وأيضاً يحدث الطلاق المبكر، والزوجة، لا يحق لها ان تطالب بالقانون. ولا تعتبر مطلقة قانونياً.
@-ماذا تعلمت صديقتي من خلال تجربتك المعيشية؟؟؟
علمتني الحياة، ان لا أرضخ أبداً، للتخلف والظلم، وان لا انظر إلى الوراء في اتخاذ قراراتي، أنا متأكدة إنها صائبة، لأنها نابعة من فكر ورؤية...علمتني الحياة أن أسابق الزمن، ولا يمر على يوم إلا وأبدع او أساهم في خدمة وتوعية الآخرين، من اجل حياة أفضل..علمتني الحياة أن الحب عطاء وتضحية، ولن ننتظر المقابل حتى نتقن توازن نجاح الحياة الزوجية او العائلية عموما..وعلمتني. أن الألم لا يولد من العدم، هناك يد في إيذاء الآخرين، وبالتالي يجب القضاء على الظلم في هذه الحياة .. وذلك بالمساهمة في نشر الحب والرحمة في قلوب البشر .!؟
@-ماذا يمثل الحب في حياتك، وماذا تقولي عندما يموت الحب بين البشر؟ وهل أنت مع ظاهرة الصداقة، والحب، والزواج، عبر صفحات التواصل الاجتماعي؟؟؟
الحب هو شريان الحياة النابض، وبدون حب تنعدم الحياة...عندما يموت الحب بين البشر، نصبح أشياء متحركة..غير أنني اعتقد أن الحب لا يموت أبداً في قلب الإنسان، لأنه المودة والرحمة التي وضعها الله فيه، مثلما وضع الحياة في الجسم، وبدون ذلك، تفقد حياة الإنسان معناها، ويفقد الشراكة والتضامن اللتان بفضلهما تمدن وتثقف وكتب الشعر وسما بحياته على المخلوقات الأخرى...وفي كل ذلك، لا يهم أن يكون هذا الحب، بدايته من شرفة جوليات وروميو او عبر صفحات التواصل بأشكال أخرى.
انتهى موضوع لقاء وحوار ثقافي واجتماعي
مع الكاتبة والشاعرة الجزائرية سليمة مليزي
مع الكاتبة والشاعرة الجزائرية سليمة مليزي
ألكاتب والباحث الفلسطيني الدكتور احمد القاسم
الجزائرية سليمة مليزي، كاتبة وشاعرة، تمتاز بتنوع كتاباتها شعراً ونثراً وقصصاً قصيرة للأطفال، كما أنها تكتب القصيدة النثرية، تمتاز بعمق ثقافتها وسعة اطلاعها، وفكرها التقدمي والنير، المساير لظروف الحياة العصرية، وتطورها وتقدمها، ونيلها للعيد من الجوائز التقديرية، والأوسمة وخلافها، تتمتع بشخصية صريحة وجريئة، وهي منخرطة في عصرها، بأحداثه وسياساته، ومنشغلة بوضع المرأة في هذه الأحداث، وانعكاساته عليها، وهي مع كل ما يخدم الإنسان، من اجل التحرر والعيش الكريم، وخاصة حرية التعبير، واحترام الرأي الآخر، وحب الوطن، سليمة مليزي تكتب بقلم ماسي ومداد ذهبي. كعادتي مع كل من التقيهن من الأديبات في حواراتي، كان سؤالي الأول لها هو:
@-من هي الكاتبة والشاعرة الجزائرية سليمة مليزي من حيث الحالة الاجتماعية والمستوى التعليمي والعمل والهوايات، وهل شخصيتك صريحة وجريئة ومتفائلة وطموحة؟؟؟
سليمة مليزي شاعرة وصحفية، ابنة عائلة عريقة متعلمة، حيث كان جدي الثالث قاضي على مستوى الشرق الجزائري، وكان لجدي وأبي مدرسة قرآنية..ابنة شهيد وجدي شهيد . من مواليد قرية بني فودة سطيف، أحمل شهادة الدراسات العليا للغات الأجنبية..شهادة في الإعلام الآلي، تخصص برمجة وتصفيف...شهادة الكفاءة المهنية في الإدارة..عملت في الصحافة المكتوبة، كتبت المقالة الصحفية عن المجتمع والأسرة..لدي قراءات في إصدارات جديدة من الكتب..أساهم في إعداد صفحة أدبية في جريدة الشعب الورقية، فزت بجوائز عدة، بين القصة والشعر على مستوى العالم العربي، ولدي الكثير من التكريمات والأوسمة. نعم أنا املك شخصية صريحة وجريئة، ومتفائلة، لكنني حنونة جداً، قوية الشخصية عند الجد، املك بحراً من الطموح.
@-ما هو تقييمك للشبكة العنكبوتية؟؟؟ وهل صحيح أن مضارها على البشرية أكثر من منافعها ولماذا؟؟؟؟
كل ما اخترعه الإنسان فيه منفعة وضرر، لكن خيارات الإنسان، هي التي تحدد ما ينتفع به، او العكس. لذلك اعتقد أن فوائد اي شئ مخترع، يتحدد في المفهوم الحقيقي والصائب للإنسان، فعقل الإنسان، يجب ان يختار أين الصح والخطأ !؟ الشبكة العنكبوتية او شبكات التواصل الاجتماعي، هي بمثابة ثورة الكترونية، فتحت مجالاً واسعاً لتواصل الناس فيما بينهم، وفيها أيضاً مضارها الأخرى، وعلينا أن نعرف كيف نستفيد من ايجابياتها فقط...كمل تعرفون، تأسست الإنترنيت في البداية من طرف باحثين، في قوات الدفاع الأمريكي، لأغراض عسكرية وحربية وتجسسية، ثم تبلورت في العالم المدني، لأغراض علمية، مما أتاح للبشرية فرص كبيرة جداً، للتواصل الاجتماعي السريع والفعال، وها نحن نستفيد منها لنشر أعمالنا الإبداعية والصحفية، وجعلت لنا العالم قرية صغيرة بالفعل. ، بالنسبة لي خدمتني كثيراً للعودة للإبداع والنشر والتواصل مع أصدقاء شعراء ومبدعين في العالم، لو استعملها الإنسان بالشكل الصحيح، لا ضرر فيها، بالعكس، فهي منفعة كبيرة لكل شرائح المجتمع .
@-ما هو رأيك بوضع الطفل العربي بشكل عام، والجزائري بشكل خاص، من النواحي الصحية والاجتماعية والتعليمية والترفيهية، وهل الطفل الجزائري والعربي بعامة يلقى العناية اللازمة من أنظمة الحكم العربية والمؤسسات الخاصة؟؟؟ وهل أنت راضية عن تشغيل الأطفال في إعمال تدر عليهم دخلاً مالياً؟؟؟؟
حقوق الطفل العربي على العموم مهضومة. وما آلت إليه بعض الدول العربية من حروب أهلية ،وتراجع كبير جداً في ما يخص حقوق الإنسان العربي ككل، مما ترك آثاراً سلبية في تنمية حياة الطفل، تنمية صحيحة، فهو الآن، يعاني مشكلات التخلف المعروفة، تخلف في الصحة، والحياة الكريمة، والتعليم والتلاحم الأسري في غياب الأبوين. وكذلك ما خلفته الحروب من تشرذم، وتشرد وتشتت...وكلما يكبر الطفل، تكبر معه كل الأمراض والأزمات، وبالتالي سيكون رجل المستقبل ناقص من كل المقاييس الإنسانية، لخدمة مجتمع صالح، أما الطفل الجزائري، وما أتاحت له من قوانين، وفرص للحياة الكريمة، والتعليم المجاني، والإجباري منذ الاستقلال، والرعاية الصحية المجانية، يعتبر أكثر حظاً من الكثير من الأطفال العرب، حيث تتكفل الدولة بالرعاية الصحية، والتربوية، وحقوق الحفاظ على حياته، كطفل يتمتع بالحماية من استخدامه، وعقوبة كل من يشغل طفل قاصر الخ.
@-هل تعتقدي بان هناك تقصير في الكتابات المتعلقة بالطفل العربي والموجهة له شخصياً، من قبل الكتاب العرب، وما هي الأسباب التي تحول دون اهتمام الكتاب العرب بشكل عام بالكتابة للطفل العربي؟؟؟
ربما التقصير، هو من طرف الدول والمؤسسات في التشجيع والنشر، لكن في الآونة الأخيرة، ومن خلال شبكة التواصل الاجتماعي، اكتشفت هناك أدباء يهتمون بأدب الطفل.. هناك نقص كبير مقارنة بالغرب، الذي يهتم منذ القديم بأدب الطفل، وخاصة من حيث الرسوم المتحركة التي أراها الأسهل والأقرب لتعليم الطفل، خاصة في المرحلة الأولى لنشأته، وهذا هو الغائب في مناهج التربية في العالم العربي، وهناك تراجع كبير في توظيف المطالعة في المناهج التربوية في المدارس، كما لاحظت في الجزائر غياب تام لتشجيع المطالعة، وهي المحفز الأول للاهتمام بالكتابة للأطفال. وساهم تحرير سوق الكتاب، في تراجع مستوى الكتابة للأطفال، فقد أتاح فرص للمستثمرين في إنتاج الكتاب التجاري، الذي لا يحترم المقاييس البيداغوجية. مما جعل المستوى تطغى عليه الرداءة، مقارنة بالثمانينيات، عندما انتهجت الدولة سياسة الإشراف على النشر للأطفال. فكانت هناك لجان من أساتذة تربويين، ونفسانيين يراجعون ما يكتب للطفل قبل الطبع..وقد أتيح لي في تلك الفترة، فرصة طبع مجموعة من قصص الأطفال، وهي من المبادرات الأولى في الجزائر، ورأيت حرص المشرفين على كل كلمة وصورة موجهة للأطفال .واعتقد حان الأوان، ان نهتم بهذا الجانب الحساس. والمهم جداً لتربية الطفل العربي، تربية سليمة من خلال تشجيع الكتابة للأطفال، وترسيخ فكرة المطالعة للطفل، والاهتمام بقصص التراث العربي والشعبي، وتوظيفها في الأدب التربوي للطفل.
@-من هو الشاعر الحقيقي في رأيك الشخصي؟؟ وهل كل من كتب بيتين من الشعر يمكن ان نقول عنه شاعرا؟؟؟؟؟
الشاعر الحقيقي نادراً ما نجده في هذا الزخم التكنولوجي الحديث. حيث فتحت فرص كثيرة، لكل أنواع الكتابات، وتعبير الناس عن مشاعرهم وخواطرهم، هذا جيد على العموم، ولكن الشاعر الحقيقي، يتميز عن الآخرين، بقدرته على إثارة اهتمام القارئ، والتعبير بدوره عما يجيش في قلبه..الشاعر الحقيقي هو من يملك عقول وقلوب القراء، بما يبدع، وفي رأيي إن ذلك لا يتاح إلا لشاعر حقيقي غير مزيف .
@-ما هي نصائحك للمبتدئات بكتابة القصيدة الشعرية ويردن الوصول بسرعة حتى يصبحن شاعرات مشهورات؟؟؟
نصيحتي الأولى هي المطالعة، من اجل تنمية الموهبة على أساس صحيح، لان الموهبة، هي الأساس، غير ان الثقافة تصقلها. ومن لا يملك موهبة وثقافة كافيتين، لا يمكنه أن يحقق ذاته في الكتابة بشكل صحيح..وأيضاً المثابرة والتواضع مهمان جداً للمبدع الحقيقي، فكلما قال الشاعر وصلت، ظهرت في افقه قمة أخرى، عليه صعودها.
@-ما هو رأيك بقصيدة النثر، وكيف تختلف، عن القصيدة في عصرنا الراهن، سواء القصيدة العمودية او الحديثة؟؟؟
قصيدة النثر هي فن من فنون الأدب، لها قواعدها وأسلوبها المتفتح. على اللغة والتعبير المطلق على أحاسيس المبدع، بكل حرية لذالك. انا أميل إلى قصيدة النثر لأنها تتركني اعبر بكل حرية، وبدون تقيد ببحور وقوافي الشعر الموزون.. اختلافها واضح كما ذكرت، لا تتقيد بأي قيود الوزن في الشعر .
@-ما هي أوجه الاختلاف والشبه بين القصة والقصة القصيرة والقصة القصيرة جدا، ومميزات كل منهم عن الأخرى، وهل تؤيدي كتابة القصة القصيرة جدا؟؟؟؟؟؟
القصة القصيرة جداً او القصة الومضة، ظهرت في ثمانينيات القرن الماضي في أوربا، من احل أن تواكب الجيل على التكنولوجيات الحديثة، التي تتطلب السرعة والاختصار.. .وتميز بكثافة الحدث، أكثر من السرد القصصي المعروف في القصة الكلاسيكية. وتصور كل الأحداث في اختزال الجملة، بمعرفة الحدث من خلال ذكاء القارئ.. أنا خضت تجربة القصة الومضة والقصيرة جداً مؤخراً، وفزت بعدة جوائز على المستوى العربي .. لكنني. وجدت نفسي اختنق. في حصر قصة في كلمات لا تترك القارئ يسافر في البعد الحقيقي للقصة، ولا أأيد هذا. النوع من الأدب، حيث تختصر القصة في جملتين فقط .. وأخشى أن تندثر القصة الكلاسيكية، ولا يصبح لها وجود .. وأنا مع القصة الكلاسيكية التي تتركنا نبحر في عمق الحدث، وجماليات السرد الإبداعي.
@-ما هو تعليقك على الثقافة الذكورية المنتشرة في المجتمعات العربية والتي تقول: ان المرأة ناقصة عقل ودين، والمرأة خلقت من ضلع آدم الأعوج، وان ثلثي أهل النار من النساء، وان المرأة والشيطان رضعا من ثدي واحد، وما ولَّوا قوماً أمرهم امرأة إلا وقد ذلوا، والمرأة جسمها عورة وصوتها عورة وحتى اسمها عورة؟؟؟؟
هذه الثقافة هي نتاج لتراكمات أفكار خلفتها للأسف، مجموعة من شيوخ يدعون إنهم أهل الفقه والسنة، نصبوا أنفسهم أوصياء على الله في الأرض، فكانت نتيجة فتاواهم وأمراضهم النفسية، هذه العقلية التي توارثتها أجيال، لم تمحص هذه المقولات، ولم تعقلنها، بل انغلقت فيها بدورها، وجيلاً بعد جيل، أصبحت تلك ثقافة وتقاليد وأعراف أمة، كانت خير أمة فأصبحت أعرُّ امة، لأنها همَّشت نصفها الحيوي، الذي يربي المستقبل، ويسهر على بناء الأمة من الداخل...وها هي النتيجة ماثلة أمامكم... التطرف، والعنف، والجريمة، والمخدرات، والكسل، وكل ذلك، تسهر المرأة في بيتها على تقويمه وتصويبه في أبنائها، قبل خروجهم للمجتمع، لكن للأسف، ثقافة فقهاء الظلام، سلطت عليها الجهل، والثقافة الحديثة وضعتها بين خيارين، أحلاهما مر، بين العودة لثقافة القطيع، او الاغتراب في ثقافة الغرب.
@-ما هو رأيك بظاهرة زواج بعض الرجال في المجتمعات العربية من فتيات قاصرات، على أساس قولهم أن الرسول الكريم، تزوج من عائشة في عمر تسع سنوات؟؟
هذا تخلف وتعسف وجريمة في حق الفتاة المراهقة، التي أنا اعتبرها طفلة لا تعي مسؤولية الزواج، وهذا راجع للتطرف الديني. وتفسير للدين الإسلامي الحنيف، إلا ما يليق بأفكارهم الوسخة..الم يقل الرسول الكريم (ص) اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد. وعلموا أبناءكم السباحة والرماية وركوب الخيل، وكان يقصد هنا كل من الذكر والأنثى .. نحن في عصر العلم والتطور لذالك. لا مقارنة بعهد الرسول الكريم ( ص). وأيضا هناك اختراق للقوانين، نحن في الجزائر، القانون منع زواج القاصرات، حتى سن الرشد، لكنهم يزوجونهم باسم الدين، ويكون العقد بالفاتحة، حتى تبلغ سن الرشد، والمصيبة عندما يولد لهما طفل، لا يحصل الطفل على حقه في التسجيل في الأحوال المدنية، لأن والديه تزوجا خلافا للقانون، الذي يمنع زواج القاصر!؟ وهذا ما يترتب عليه مشاكل، يجنيها الأولاد، وأيضاً يحدث الطلاق المبكر، والزوجة، لا يحق لها ان تطالب بالقانون. ولا تعتبر مطلقة قانونياً.
@-ماذا تعلمت صديقتي من خلال تجربتك المعيشية؟؟؟
علمتني الحياة، ان لا أرضخ أبداً، للتخلف والظلم، وان لا انظر إلى الوراء في اتخاذ قراراتي، أنا متأكدة إنها صائبة، لأنها نابعة من فكر ورؤية...علمتني الحياة أن أسابق الزمن، ولا يمر على يوم إلا وأبدع او أساهم في خدمة وتوعية الآخرين، من اجل حياة أفضل..علمتني الحياة أن الحب عطاء وتضحية، ولن ننتظر المقابل حتى نتقن توازن نجاح الحياة الزوجية او العائلية عموما..وعلمتني. أن الألم لا يولد من العدم، هناك يد في إيذاء الآخرين، وبالتالي يجب القضاء على الظلم في هذه الحياة .. وذلك بالمساهمة في نشر الحب والرحمة في قلوب البشر .!؟
@-ماذا يمثل الحب في حياتك، وماذا تقولي عندما يموت الحب بين البشر؟ وهل أنت مع ظاهرة الصداقة، والحب، والزواج، عبر صفحات التواصل الاجتماعي؟؟؟
الحب هو شريان الحياة النابض، وبدون حب تنعدم الحياة...عندما يموت الحب بين البشر، نصبح أشياء متحركة..غير أنني اعتقد أن الحب لا يموت أبداً في قلب الإنسان، لأنه المودة والرحمة التي وضعها الله فيه، مثلما وضع الحياة في الجسم، وبدون ذلك، تفقد حياة الإنسان معناها، ويفقد الشراكة والتضامن اللتان بفضلهما تمدن وتثقف وكتب الشعر وسما بحياته على المخلوقات الأخرى...وفي كل ذلك، لا يهم أن يكون هذا الحب، بدايته من شرفة جوليات وروميو او عبر صفحات التواصل بأشكال أخرى.
انتهى موضوع لقاء وحوار ثقافي واجتماعي
مع الكاتبة والشاعرة الجزائرية سليمة مليزي
إرسال تعليق