
كان هناك فتى يدعى احمد وكان يتيم الأبوين وكان يعيش مع جدته التي تحبه كثيرا وكان هو يحبها ايضا وكان احمد لا يخرج من البيت ولم يكن لديه اصحاب كثيرين سوى صديق واحد اسمه زيد وكان احمد يحبه كثيرا ودائما يقول لجدته اظن ان امي رحمها الله لو انجبت اخا لي لن احبه كما احب صديقي زيد وكانت جدته تفرح وتُسعد حين ترى احمد سعيد ومبتسم وفرح بصاحبه هذا وكانت تدعو له كثيرا واحمد ايضا كان يراعيها ويسهر على راحتها ويقوم بكل طلباتها فهي مسنة لا تستطيع الحراك لذلك احمد كان لا يخرج من البيت كثيرا وكانت غرفة احمد فيها نافذة مطلة على الشارع الذي يسكن فيه وفي ليلة من ليالي الشتاء الباردة حيث ليلة ممطرة وشديدة البرودة واذا احمد يرى رجل كبير يرتجف من شدة البرد وكان يحاول ان يعبر الى الجهة الاخرى ولكنه لا يستطيع كون مياه الامطار الباردة قد اغرقت الشوارع وهنا نزل احمد مسرعا حتى وصل الى ذلك الرجل فقال له يا عم اين تحاول ان تذهب الا ترى كيف ان الجو بارد والامطار شديدة وانت ترتجف يا عم وانا اخاف عليك ان تصاب بحمى فقال الرجل الكبير يا بني ما اخرجني من بيتي في هذه الساعة الباردة الممطرة الا حياة انسانة عزيزة علي هي زوجتي فانا تركتها بين الحياة والموت ويجب ان اذهب واحضر الطبيب لها ولكني لا استطيع ان الطبيب على الجهة الاخرى وكما ترى يا بني كيف ان هذا الشارع قد غرق بمياه الامطار وهنا حزن احمد بعد ان سمع من هذا الرجل الكبير وكيف انه تركك زوجته تصارع بين الحياة والموت وهنا حمل احمد هذا الرجل الكبير على ظهره بعد الحاح كثير كون الرجل الكبير رفض ذلك قائلا يا بني ما ذنبك انت لتحملني على ظهرك وقدماك سوف تكون في هذه المياه الباردة سوف تصاب باذى يا بني ولكن احمد اصر على ان يحمله وهو يقول له ياعم انا حرمت من ابي فانا يتيم ولا تحرمني من اشعر بسعادة وانا احملك على ظهري فكأنك والدي الذي لم اراه فقد مات وانا لم ابلغ عام من عمري وحين سمع هذا الرجل الكبير من احمد وعلم انه يتيم حزن كثيرا وقال له والله يابني لقد احببتك كثيرا ويفرحني ان اكون مثل اباك فانت ولد صالح وبار وهنا وبعد ان وصل احمد بهذا الرجل الكبير الى الجهة الاخرى قال احمد ايضا لهذا الرجل الكبير يا عم اذهب انت واجلب الطبيب معك وانا سوف ارجع الى الجهة التي حملتك منها وسوف ابحث عن حجارة كبيرة وكثيرة وسوف اضهعا في وسط هذا الشارع الغارق لتكون كالجسر وحين تأتي انت والطبيب معك لن تعيقكم هذه المياه فعبروا على هذه الحجارة التي انا وضعتها فسوف ارصفها بقوة لتكون لكم امان وهنا ذهب الرجل مسرعا ليجلب الطبيب لزوجته وقام احمد بجمع الحجارة تلو الاخرى غير مبالي بتلك الامطار الغزيرة والكثيفة وكان البرد شديدا على جسده ولكنه كلما ارتجف كان يقول لأصنع الجسر من هذه الحجارة سوف يعود هذا الرجل الكبير المسكين ومعه الطبيب وهنا وبينما احمد يجمع بتلك الحجارة ويضعها واحدة تلو الاخرى لتكون كما وعد الرجل الكبير بذلك وكان يرتجف حتى كاد يغمى عليه من شدة البرد وهنا جاء بعض الاولاد وكانوا من الاشقياء وكان معهم زيدا صاحبه
فقام هؤلاء الاشقياء وهم ينظرون لأحمد ويروه يجمع بالحجارة وتحت هذا المطر الغزير الشديد والبرد القارص فظنوه مجنون فرموه ببعض الطين وهم يقولون له ايها المجنون ايها المجنون وقد قسوا عليه جدا فاراد ان يستنجد بصاحبه زيد ولكن هنا كانت الصدمة لقد كان زيد معهم ويرميه ايضا بالطين بل كان اشد قسوةً منهم عليه وهنا وبعد ان شاهد من كان يظنه صاحبه وكان يحبه كثيرا وكيف فعل معه بكى احمد وحزن كثيرا وقال بصوت حزين لمن كان يظنه صاحبه يا زيد انا يتيم ولم يكن لي صديق غيرك وكنت اظنك انت اخا لي لما تفعل هكذا بي لما ثم بكى كثيرا وذهب وهو حزين مصدوم بصاحبه الذي كان يحبه
وفعل به ما لم يكن يتوقعه منه ان يفعله ثم بعد ذلك اراد زيد واصحابه الاشقياء ان يغادروا المكان ولكن فجاءة صرخ احد الاشقياء قائلا ل زيد يا زيد اليس ذاك اباك على تلك الجهة الاخرى فنظر زيد واذا فعلا هو ابيه ومعه الطبيب وحين عبر اباه ووصل الى زيد سأله زيد ابي اين كنت وماذا تفعل في هذه الليلة الباردة الممطرة ولما هذا الطبيب معك فقال ابو زيد لابنه زيد لقد تركت والدتك بين الحياة والموت وكادت تموت لولا ان الله بعث لي فتى حملني على ظهره وعبر بي الى الجهة الاخرى وهو لا يبالي بجسده الذي انهكه ثقل جسدي ولا يبالي بعظامه التي انهكتها هذه المياه الباردة وهو يحملني ويعبر وكان يقول لي المهم ان تلحق الطبيب ثم بعد ذلك قال لي يا عم اذهب بسلام وحين تعود سوف تجدني صنعت لك جسرا لتعبر عليه بسلام امنا وها انا وجدت ان ذلك الفتى صدق وعده وصنع لي هذا الجسر فعبرت عليه انا والطبيب لننقذ امك يا زيد ولكني يا بني انا لا اجد هذا الفتى الطيب اريد ان اشكره واريدك انت ايضا يا ابني زيد ان تشكره لصنيعه معي ومع امك التي انقذها بفعله هذا معي وهنا وحين سمع زيد من اباه تندم على ما فعله مع صاحبه احمد الفقير اليتيم ثم بكى زيد بكاء الندم وهو اقسى بكاء يمر به القلب وما زال زيد يبكي ويبكي ويبكي......
إرسال تعليق