تغريدة الشــــــــــعر العربي
بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك – الفايدي
--------------------------------------
ا( مــــع كرمة الحرائر ----!! )
لشاعرة الجزائرية كريمة دحماني - كنزة
كيف لى أن أنسى نبض قلبك
الذى يحيا به نبض قلبى
حين يشتاق يشتاق روحك
أن تعيش بين حنين روحى
كيف لى أن أنسى عينيك.
------------------
أليست هي القائلة لمقولتها الخالدة :
" فوق راسي فخامتي تنطق بالوان في الكون شهيدة تزكني ------- !! "
أجل من أرض البطولات و الملاحم و دم الشهداء و أيقونة الحركة الوطنية الاستقلالية وصوت الفاتح العربي الي ربوع المغرب الاندلسي حيث تواصل المشرق بالمغرب عبر جسور الحضارة التليدة و الثقافة الوليدة و محطة العطاء جزائر العروبة صدي المجد العبقري ---
نتوقف مع مبدعة لها ظلال وارفة بين دهاليز الابجدية تنطق بجماليات النص و فلسفة الدلالات التي تفتح مسارات محاكاة الواقع ورؤية الخيال في اطار رسالة التغيير نحو الامل المنشود بين أحضان خمال البيئة التي تصهر مراحل الكلمة مع وجود الانسان المغني بلحن المشاعر و الاحاسيس التي تنبض بالفكر و الوجدان الأصل هكذا نمضي بين لوحاتها الفنية في معالجة لوحي و الهام المخزون العربي تجليات اشراقية بين همس يجنح نحو ومضات تضيء درب الحلم و نزعات الروح المسافرة بلا توقف مع موعد الحب حيث الوطن صوت العزف الفريد من الأفق البعيد تحلق كالطائر ترسل نغمات العشق من ترانيم الليل الرخيم ---- !!
أنها زهرة جزائرية تستلهم الرؤي من حلم جميلة بوحريد الرمز النسائي لعبقرية المكان المسافر و المتغلغل بعد صمت الي جرأة تجلجل في زوايا الوجود ---
تعبر المضيق بين شعاب الطريق " كريمة دحماني " 0
و تترجم لنا أحاسيسها بلهجة محكية بمثابة أغنية تشرح فيها مدي الوجد و الشوق الغامرة للقلب بين أحضان العمر منطلقة نحو الحنين حيث الرياح و الروح لا تستكين كالعليل الذي يصارع الضعف المستحيل في عزة و كبرياء--- فتقول :
بعزة الشوق بقلب الولهانة..
وبقوة قوافل أبياتى الخذلانه..
مهما يجول فى البعد قلبك....
لآنتظر الحبيب وللقرب مشتاقة..
مغيبة أنا وسد الطريق أبوابه......
وصار فى البعد كل أكواده.........
روح تقذف ورياح تهزى.......
تتمنى يوما تلامس أحضانه......
أقترب ف الباقى من العمر قليل....
وأحتضن الحنين أشتياق العليل......
فى زمن يدور بلا مقياس.......
فى أى دورة يتلاقاه الليل.......
نشـــــــــأتها :
-------------
ولدت الشاعرة و الاديبة الصيدلانية الجزائرية كريمة دحماني بنت خالد
درست بالمدرسة الثانوية بالجزائر ، و الصيدلة فى جامعه فرنسية
عضو المجلس القومى للمرأة و مدير عام المتابعة بالتأمين الصحي
مستشارة جمعية روح الحب و مستشارة اعلامية لعدة مجلات 0
وقد زارت مصر المحروسة و شاركت في مؤتمر مصر الحب و السلام الثاني
و اهم اعمالها :
-------------
= خواطر كنزة 0
= ديوان شعري " بنت الحرائر " 0
= مقالات متنوعة 0
و تفتخر الشاعرة كريمة دحماني بأنها زهرة هذا الوادي الأخضر سفيرة المحبة و السلام بين أفنان الجزائر و العروبة --- نعم انها الأنثي الي خرجت الي النور تعشق الجمال و تغني للوطن رمز التضحية و العطاء في قصيدة بعنوان ( أنـا بنت الحرائر ) ترسم طموحاتها مع أوجاع الزمن تتصدر المشهد البطولي تستعيد ذكريات الشهداء في تواصل متجدد من خلال مواقفها التي تؤمن بها فتنثرها شهدا في نص بديع جزل المفردات سهل المعاني تلبسها من عبق التاريخ و التراث في دفقة حديثة موشحة بروح المعاصرة في تلاقي يشع منه ايمان الحقيقة فهي مرآة كل النساء و الحلم العابر الي فضاءات الحياة :
انا بنت الحرائر ومن البليدة
اعشق واموت فداها شهيدة
كل أحلامى فى رحابها
أكون زهرة من زهورها الجميلة -
أحلم فى حضنها بعصفور الطير
فوق جناح الخيال على الخير
أن بستان بلادى ورقة وقلم
ونسمة حب لكل شاب وكل كبير
ولى فى كل حرف شهيــــــــد
يغزو مشاعــرى على مهرة عتيد
أتباهى بها فى محراب ذكرى ماضى
تزهو بالمكان فرحة بزينه العيد
وعلى باب بلدتى يرفرف علمى
كما الحمام فى سلام قلمـــى
ليكتب عنها عطر يعطرنى
بعطر المسك بألوان تعطرنى
أنا بنت أخطو فى عرس حراسى
من يحمون الحب فى خواطر حواسى
عند حدود يغتال سكانها الدموع
وتتبعثر معها احرف سطور كراسى
لا أهـاب الخديعه من أعــداء بلدتى
لآننى الحــرة ولبلدتى كانت دميتى
سقيتها بلعب الشباب حتى الكبــر
وكنت بقلبهــا الفرحة بسيلان بهجتى
= = =
و في قصيدة ذات مقاطع ( مخماسات ) علي نج الرباعيات تشطر الكلمات في موسيقي متدفقة جنائزية في وادي الموتي السحيق بين أهداب الليل الحزين الطويل ---- تنطلق من مخدعها تنادي النجوم بصوت شجي مبحوح تتحسر تتوجع تختصر رحلة الزمن بلا توقف الجداول التي لا تهدأ تمرد و فوران من حالة التشبع لمرافيء الاقتحام نحو الأخر تهدي امواجها عذبا فراتا كي تخضر الارض بعد وجع يسكن كهوفها المترامية تلم بنات أفكارها في عصبة المستحيل فتقول في ( شكوي الليل ) التي تذكرنا بطلاسم ايليا ابي ماضي المهجري :
مع " شكوى الليل " :
***
ما لصبابة الشوق تنهل بخاطري
وهام بي حزنا طويل البلابل بصدري
عتبت زمانا لذلي محال تسعدني أقداري
كان مناي بلطف الفؤاد ألذ به روحي ريحانا
حيرت في الحب يبخل ويجود بهجري
***
اشكو الليل الحالك مخاض ضري
و اراقب بطلعة الفجرحلم بدري
صحا في قلبي كاسا لارتشاف سكري
اهيم بالحبيب متى يحرك مضارب عشقي
ليرعى النجوم بالهوي تميل اغصان سري؟
***
يغلبني الشوق فيه برد نسيم عذري
بريحه عطر الشعر كانت مقلتاه سحري
ليشتدجهاد الغرام ناراً في عمق صدري
لتهدأ به عيني وادفأته قرباناً لأنفاسي
منبهرة بوجهه الاسمري لآشبع به نظري
و تظل روح الشاعرة الجزائرية زهرة الحرائر و لون الشهداء الاحمر يسيطر علي " كريمة دحماني " في ابداعها الفني حيث تعزف لحن الصمود بين الامل و السلام في رحاب الوطن تزرع باقات الحب في القلوب المفعمة بالخير تغني ترانيم عشقها ومضات تفتح رؤي المستحيل بين الماضي التليد و التمرد الحديث حيث صراعات القلق المسافر الي اعماق تجاربها في تلقائية ترسم بحروفها لوحاتها الفنية الرائعة في صمت من اعلي المروج تغازل اسراب الحمام عند الشاطيء البعيد تغزل قصيدتها المفعمة بالذكريات في تناغم و شوق و حنين سفيرة للكلمة في أقاصي المدن تفتح ساحات الابداع شدوا كالبلابل المغردة ---
هذه كانت اهم المحطات التي توقفنا معها للبحث و التأمل في سرد مدخل لشخصيتها و امشاج من ابداعها المتنامي دائما
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء الله
==========
إرسال تعليق