الوعد
.. اتفقا سويا وتواعدا أن يتمسكا بحبهما إلي الأبد ، وأبدا .. أبدا لن يستسلما لقسوة الظروف وتحديات الزمن الصعب ..
.. وعدته هي أن تكون له ، مهما تعرضت للضغوط من أسرتها ، ووعدها بدوره أن يفعل كل شيء من أجلها ..
أن يواصل ليله بنهاره حتي يبني لها بيت المستقبل !
.. وحدث ان احتدت عليهما قسوة الظروف ، وازدادت تحديات الزمن ، فقال لها يطمئنها :
_ في بلدنا ثورة .. هناك أمل ؟!
اجابته في يأس :
_ طال الانتظار وأنا لا أسام ذلك ولكنني حزينة
من أجلك ، فقد بات التعب عليك واضحا ..
.. ثم طرقت تفكر ، حتي لمعت في مخيلتها فكرة ، بمثابة حل لمشكلتهما ، فيكونا معا ..
.. قالت له :
_ اقترح عليك السفر لأي دولة ، ربما ننجح ونبني بيتنا ؟!
.. رد عليها حزينا مستغربا :
_ ولكن .. في بلدنا ثورة !!
.. اجابته بعد ان سقطت دمعة من عينها حاولت منعها كثيرا :
_ ولكنها لم تعد ثورتنا .. فلنرحل أفضل .. لا
أحد هنا يهتم لأمرنا ..
.. ومرت شهور ..
.. كانت تجلس وأسرتها يتناولا إفطارهم الصباحي ، وبينما كانت والدتها تسألها عن أخبار محبوبها المسافر بالخارج ، كان التلفاز يعرض أخبارا عاجلة عن نشوب حرب أهلية في البلد التي يعمل بها محبوبها ..
.. فانتفض قلبها لذلك ، وأحست بوخز شديد فيه!
ونهضت تجري نحو التلفاز غير مصدقة ما سمعته
انه اسم محبوبها ينطق به مذيع النشرة كواحد من بين مئات مغتربين مثله ، فقدوا حياتهم بغير ذنب غير انهم أردوا أن يحققوا وعودا قد أعطوها ..!
.. لم تصدق ما سمعت ..
.. أغمضت عيناها في استسلام ، وسقطت فاقدة وعيها وقد أخذت جملة واحدة تتردد في غيبوبتها ، انها جملته حين قال لها متفائلا :
_ في بلدنا ثورة .. هناك أمل !
_ تمت _
إرسال تعليق