
البجاحة ..............
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كنت في عيادة التأمين الصحي كما هو معتاد شهريا أقوم بصرف العلاج الخاص بي ، قابلته هناك ، شاب أعرفه جيدا ، كان أحد عمال المقاول الذي عهدت إليه بناء المنزل ، بدا من شكله أنه يعاني أشد المعاناة ، حيث كان يحني ظهره كما لو كان قد تجاوز الخمسين بمراحل ، فلا يستطيع السير بطريقة طبيعية ، يتكئ علي عصا من الألومونيوم ، توجهت إليه ، مددت يدي بعد أن أجلسته في مكان قريب من حجرة الكشف ،مسلما عليه وجلست بجواره منتظرا دوري بعد نداء اسمي للدخول إلي الدكتور أو الدكتورة التي ستأتي اليوم لتحرير روشتة العلاج ، أثناء ذلك وقد طالت المدة في انتظار أي من الطبيبين للحضور ، اقتربت منه قليلا مستفسرا عما ألم به كنوع من تمضية الوقت فقص علي ما زاد من متاعبي الصحية والنفسية قصصا يشيب لها الوليد ،وكيف أنه كان بكامل صحته قبل أن يقع له الحادث الشنيع ، ذات يوما كان فوق أحد السقالات يقوم بمعاونة أحد زملائه في صب الخرسانة ، كان معلقا في الهواء ، والعمل المطلوب يدوي خالص لا وجود لآلات فيه ، وذات لحظة كان يمد يده بالقصعة المليئة بخلطة الأسمنت ، فقد توازنه ، سقط من علو دورين ، ارتطم بالأرض في شدة حتي خيل لزملائه أنه فارق الحياة ، حمله زملائه وهرعوا به إلي المستشفي، وهناك مكث أياما كثيرة ، ولما لم يبدو عليه استجابة للعلاج قرر الأطباء تحويله إلي مستشفي الجامعة ، هناك بدا نزيف من نوع آخر ، كل خطوة لابد وأن يسبقها المال !! صرف كل ما كان يدخره ، تحول إلي بيع أغراضه غرض غرض ، نفض صاحب العمل يده بعد أن أرهقه كثرة المصاريف علي حد تعبيره ،اضطرت زوجته إلي طرق جميع الأبواب ، مسكينة أصبحت مسئولة عن زوج مريض ، وثلاثة أطفال ، خرجت إلي سوق العمل لدي الناس في البيوت ، أقفلت الحياة وولت دبرها لهم بعد رغد العيش الذي كانوا ينعمون فيه ،فرت دمعة من عيني ولم استطع منعها ، نظر إلي قائلا : أنا لا أقول قصتي كي تبكي، أنا محتاج لأي مساعدة ، بحثت في جيبي ، اصطدمت يدي بحفنة من النقود ، لم أعدها ودسستها في جيبه ، وعاهدته بأنه كل شهر سيلقي مني مايجود به ربي من مساعدة ، نودي علي توجهت إلي غرفة الطبيبة ، لاحظت الدموع في عيني تترقرق ، طلبت مني في أدب جم أن أستريح علي مقعد بجوارها ، جلست وأنا مازلت في تأثر واضح من القصة التي قصها علي هذا الشاب ، استلمت علاجي الشهري ، انصرفت إلي حال سبيلي ، مرت الأيام ، كنت عند أحد أصدقائي في مقر عمله ، ترائي لي أني شاهدت نفس الشاب في ردهة المكتب الخاص بصديقي ، ما كنت لأسأل صديقي عنه لولا أني شاهدت ما أثارني وحث فضولي ، لقد دلف هذا الشاب في إحدى الحجرات المقابلة لمكتب صديقي ، لاحظ صديقي مدي انتباهي مع هذا الشاب ، سألني هل في هناك ثمة شيء ، فقلت له مستفسرا من هذا الشاب ، فقال سيد ؟؟ قلت نعم ، قال هذا شريكي في المكتب ، فغرت فاهي من المفاجأة ، فقلت هه!! قال مؤكدا لي مرة أخري :هذا شريكي سيد أتعرفه قلت : نعم وقصصت عليه الأحداث التي سبق وأن أخبرني بها هذا السيد ، فعلمت منه أن رئيس عمله السابق قد توفي فقام هو وطلق زوجته ثم تزوج من أرملة رئيسه وأصبح هو الذي يدير الأعمال وصار كما تري شريكي ، المشكلة ليست في كونه أصبح غني بل المشكلة في أنه تعمد أن يتجاهلني بالرغم أنني حتي وقت قريب كنت علي عهدي بمد يد المساعدة له شهريا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلمي / محمود مسعود
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كنت في عيادة التأمين الصحي كما هو معتاد شهريا أقوم بصرف العلاج الخاص بي ، قابلته هناك ، شاب أعرفه جيدا ، كان أحد عمال المقاول الذي عهدت إليه بناء المنزل ، بدا من شكله أنه يعاني أشد المعاناة ، حيث كان يحني ظهره كما لو كان قد تجاوز الخمسين بمراحل ، فلا يستطيع السير بطريقة طبيعية ، يتكئ علي عصا من الألومونيوم ، توجهت إليه ، مددت يدي بعد أن أجلسته في مكان قريب من حجرة الكشف ،مسلما عليه وجلست بجواره منتظرا دوري بعد نداء اسمي للدخول إلي الدكتور أو الدكتورة التي ستأتي اليوم لتحرير روشتة العلاج ، أثناء ذلك وقد طالت المدة في انتظار أي من الطبيبين للحضور ، اقتربت منه قليلا مستفسرا عما ألم به كنوع من تمضية الوقت فقص علي ما زاد من متاعبي الصحية والنفسية قصصا يشيب لها الوليد ،وكيف أنه كان بكامل صحته قبل أن يقع له الحادث الشنيع ، ذات يوما كان فوق أحد السقالات يقوم بمعاونة أحد زملائه في صب الخرسانة ، كان معلقا في الهواء ، والعمل المطلوب يدوي خالص لا وجود لآلات فيه ، وذات لحظة كان يمد يده بالقصعة المليئة بخلطة الأسمنت ، فقد توازنه ، سقط من علو دورين ، ارتطم بالأرض في شدة حتي خيل لزملائه أنه فارق الحياة ، حمله زملائه وهرعوا به إلي المستشفي، وهناك مكث أياما كثيرة ، ولما لم يبدو عليه استجابة للعلاج قرر الأطباء تحويله إلي مستشفي الجامعة ، هناك بدا نزيف من نوع آخر ، كل خطوة لابد وأن يسبقها المال !! صرف كل ما كان يدخره ، تحول إلي بيع أغراضه غرض غرض ، نفض صاحب العمل يده بعد أن أرهقه كثرة المصاريف علي حد تعبيره ،اضطرت زوجته إلي طرق جميع الأبواب ، مسكينة أصبحت مسئولة عن زوج مريض ، وثلاثة أطفال ، خرجت إلي سوق العمل لدي الناس في البيوت ، أقفلت الحياة وولت دبرها لهم بعد رغد العيش الذي كانوا ينعمون فيه ،فرت دمعة من عيني ولم استطع منعها ، نظر إلي قائلا : أنا لا أقول قصتي كي تبكي، أنا محتاج لأي مساعدة ، بحثت في جيبي ، اصطدمت يدي بحفنة من النقود ، لم أعدها ودسستها في جيبه ، وعاهدته بأنه كل شهر سيلقي مني مايجود به ربي من مساعدة ، نودي علي توجهت إلي غرفة الطبيبة ، لاحظت الدموع في عيني تترقرق ، طلبت مني في أدب جم أن أستريح علي مقعد بجوارها ، جلست وأنا مازلت في تأثر واضح من القصة التي قصها علي هذا الشاب ، استلمت علاجي الشهري ، انصرفت إلي حال سبيلي ، مرت الأيام ، كنت عند أحد أصدقائي في مقر عمله ، ترائي لي أني شاهدت نفس الشاب في ردهة المكتب الخاص بصديقي ، ما كنت لأسأل صديقي عنه لولا أني شاهدت ما أثارني وحث فضولي ، لقد دلف هذا الشاب في إحدى الحجرات المقابلة لمكتب صديقي ، لاحظ صديقي مدي انتباهي مع هذا الشاب ، سألني هل في هناك ثمة شيء ، فقلت له مستفسرا من هذا الشاب ، فقال سيد ؟؟ قلت نعم ، قال هذا شريكي في المكتب ، فغرت فاهي من المفاجأة ، فقلت هه!! قال مؤكدا لي مرة أخري :هذا شريكي سيد أتعرفه قلت : نعم وقصصت عليه الأحداث التي سبق وأن أخبرني بها هذا السيد ، فعلمت منه أن رئيس عمله السابق قد توفي فقام هو وطلق زوجته ثم تزوج من أرملة رئيسه وأصبح هو الذي يدير الأعمال وصار كما تري شريكي ، المشكلة ليست في كونه أصبح غني بل المشكلة في أنه تعمد أن يتجاهلني بالرغم أنني حتي وقت قريب كنت علي عهدي بمد يد المساعدة له شهريا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلمي / محمود مسعود
إرسال تعليق