GuidePedia

0
 
همسات مراكشية
-----------------
قصيدة بقلم
------------
كمال مسرت
------------
لِمَ أَعْدَموني وَ أَخَذُوا السَّمك ؟!.. ---------------------------------
مغتربون فيك يا وطنا ..
كنت دوما لنا ..
حتى الأمس ..
كالناصري على جراح الصليب ..
غرباء دون هوية و لا كرامة ..
قبل الطوفان و بعده .. يا وطنا ..
كنت أعرفه بعطره الليلكي الأملس ..
و بنتانة دمعة الحبيب ..
المغتصب ..
قبل ولادة الرصاصة و بعدها ..
كحروف الوحي القديمة .. كالقمامة ..
أو كنحر الحمامة ..
ديارنا بالأمس بلاقع ، و للصمت آلِهنا ..
بعد استشهاد الضمير .. شعب أخرس ..
قمع .. جَلْد .. حرق .. رعب ..
و محسن في المقصلة .. الموت منا قريب ..
أُكْشِط اللحم بعد سلخ الكرامة ..
كلنا بعد فكري مغتالون بصمتنا ..
كلنا مسجونون في خوفنا ..
صامدون .. صامتون ..
من ظلنا خائفون ..
نائمون .. نادمون ..
على حيادنا ناقمون ..
يا وطني .. إن كنت لي وطنا ..
أصبحت غريبا في عشي ..
و أبنائي يجهلون أوصاف نعشي ..
يسألون أو يتساءلون من أكون ؟
أعابر سبيل ضاقت عليه الحدود ..
بما رحبت ؟!..
أم لاجئ سوري عليه العروبة و الغربة ..
تكالبت ..
أم نازح من جنوب الصحراء له الآفاق ..
فتحت ، و في وجهي أُغلقت ؟!..
يسألون و المعاني تخجل في غمدها ..
حين أُشهر استسلامي في وجه الشرطي ..
من تكون و من نكون أيها الأب المغبون ؟!..
أنا أسير الأعراف و الليل ..
أنا عبد الظروف و السيل ..
أنا قربان الكرامة ..
رفضت السجود للطوفان فأعدموني ..
فلمَ أعدمتموني و أخذتم مني السمك ؟!..
أُقتلوني و اتركوا السمك للجياع ..
وليكن فلن أموت في حاوية القمامة ..
قبل ان أسمع أخبار سعد المجرد ..
من حلة الاحترام و الكرامة ..
و قد حرقت اسم وطني في دمي ..
قبل الاحتضار بكلمة .. أُقْتُلُْهُ !!!!!.؟؟
أُقْتُلْهُ !!!.؟؟ أُقْتُلْهُ .. فقتلني كذبابه ..!!؟؟
آه كذبابة ، و قد كرمني ربي بالسجود لي ..
إن كنت أبكي فعلى نعش وطني ..
سرقوا منه الأعواد و الكفن ..
و ليس على نعشي فهو من حديد ..
و كفني قمامة ..
في شهر تشرين الأول ..
سنة الانتخابات و الوعود السرابية ..
قال حكيم اقتربت الساعة و رحل الأمل ..
تتجول بين ظلالنا أرواح بنفسجية ..
تغتال صغار الأحلام و تبتسم ..
تسرق لقمة اليتيم و تبتسم ..
تكذب علينا فنبتسم ..
تسألنا الأيام عن الشهور الدموية ..
فتستحيي فينا الاجابات فنكذب ..
و اليوم جمحت فينا الانتفاضة و صرخت ..
قائلة : أمام البرلمان موعدنا ..
أمام استراحتهم وقفتنا ..
فقلنا : بل في الحمراء لقاؤنا مساء كل أحد ..
نعزي أنفسنا في أنفسنا و نشعل الشموع ..
على ضريح محسن فكري الفلاذي ..
فهلموا نصلي على نعوشنا و نبتهل ...

إرسال تعليق

.
 
Top