الفصيح فى عالم التصحيح
1-التعاطف :
مصطلح غريب جدا , من حروفه نتأكد انه فيه نوع من الرحمة والشفقة على شىء معين أو اتجاه معين أو شخص معين , ولكن ما يحدث أن التعاطفية تجعلك مختلط الذهن بين مع أو ضد , وتخرج غير موحد الوجهة , فنحن تعاطفنا مع الرئيس السابق مبارك رغم الثورة والتنادى بان يترك الحكم لفساده وفساد زوجته وأولاده خاصة جمال الطامعين فى الحكم بالتوريث والذين أوصلوا مصر لانهيار اقتصادها وقمع الحريات " حالد سعيد " , لما خرج بخطابه المسبوك بانه وطنى ولن يغادر مصر وسيدفن بأرضها , فتعاطف الكثير معه وكونوا حزبا لمناصرته سمى فيما بعد حزب الكنبة أى القاعدين عن الثورة .
والآن لسوء الاقتصاد تجد من يترجم على زمن حكم مبارك رغم الفساد الفادح فى ايامه
وتعاطف الفيلسوف ماركيوز فى فلسفته عن الجمال , فجاءت فلسفته عائمة لانها توفق ولا تستحدث جديد فمرة مع فيرويد ومرة ضده الى غير ذلك .
وتحدث الشيخ الجليل الشعراوى رحمه الله : أننا نتعاطف مع الجانى اذا طالت مدة محاكمته قصاصا , لأن الحادثة قد بعدت ونسيت فما ثم الا التعاطف مع الجانى
ونخن ايضا نتعاطف مع البطل الفاسد فى المساسلات والافلام لانه احيانا يكون عنده نوع من الرحمة والشهامة رغم فساده الكبير .
فالتعاطف الحقيقى لا يكون الا فى الحق والصلاح أو فى استحداث علوم جديدة نافعى للناس وغير تلفيقية .
2-معضلة الفن :
وجدت أن الفن قد يكون موجها على حسب الحزب أو السياسة أو الدين أو التمذهب ,, لتوجيه فهم ورؤية العوام أو الكثير ممن لايملكون ثقافات عالية , وهذا ما يحدث بالفعل فى فنون والت ديزنى أو هليود لنشر الثقافة الامريكية على انها هى نهاية الحضارات أو ما يسمى العولمة المتأمركة كما جاء على لسان فوكوياما وهتنجتون , وكما جاء فى المد الشيعى بعمل افلام ومسلسلات دينية فيها من داخل النص ترويج لفكر شيعى معين كما جاء فى مسلسل يوسف "ص" ففكرة ان الولاية اعلى من النبوة موجودة فى المسلسل ,, وفكرة زليخة وعودة شبابها لم يوجد نص صريح فى ذلك , وكما فى فيلم المسيح والصلب وغيره .
ولكن المصيبة فى التقليد الاعمى للبطل فقد يكون المؤلف والمخرج ظاهرين لفساد البطل ولكنه محبوب كما فى مسلسل محمود عبد العزيز وشخصية ابو هيبة , وبناء عليه المتلقى اى المشاهد يرى فى البطل رغم ما يفعله من اخطاء انه قدوة له .
وهن االقضية تنحصر فى المؤلف والمخرج والمتلقى .
فالمؤلف قد يكون له وجهة معينة يحاول لفت المشاهد لها وتعلقه بها رغم ان الوجهة غير سليمة . وقد يكون المخرج له ايضا اتجاه معين يحاول ان يبرزه فى خلسة من المشاهد/ المتلقى , والقضية الكبرى فى تغيير افكار المتلقى للأسوأ وليس للأفضل .
فهنا نحتاج الى متلقى واعى جدا والا فنحن بصدد تغيير المفاهيم الى السىء والعنف وعدم احترام الاخر بل التقليد للبطل السىء أو الخيالى الذى ليس له ارضية واقعية فيعيش المتلقى فى فضاء غير فضائه .
فالفن ان لم يكن مؤثرا على الواقع بالايجابيات والوصول الى التغيير للافضل وتذوق الجمال فهو فن لا يجدى بل فن مقيد مسلوب الابداع منه .
الشاعر وحيد راغب
إرسال تعليق