GuidePedia

0



دراسه نقديه لديوان سر الحبق
بقلم الدكتوره اكرام عماره جمهورية مصر العربيه
-------------------------------------------------------------------
-----دراسة نقدية"ل"سر الحبق" للشاعر الفلسطيني "راضي يوسف مشيلح" لحرفك عطر الحبق،،،، دائماً وأنا بمعية معانيك تنتابني نشوة المثول في أروقة محرابك، أجول وأصول بين زوايا النص، فإذا بحرفك ينقش على جدران قلوبنا خربشات، تحلو لنا بقاءها، ودائما عند البداية للدراسة النقدية والتناول للنص في ضوء العديد من المناهج المنوط بها الدراسة التحليلية، يتسنى لي أن أقف عند العنوان "سر الحبق" الشاعر "راضي مشيلح ؛فإذا بالعنوان يحملنا على أجنحة البوح ؛لنرتشف العبق رحيقا ؛فتطرب له الروح حتى الثمالة، رحيقا فاض من دون وعاء، جمعه مخبوء الروح، حرف ينطلق من خلجان القلب، ويتوسد الروح مكثا" عنوان "بمثابة لوحة تنساب ألوانها شذا قنينة التأمل، يتراقص فيها الحرف ذات الوهج بين أناملك، وكأنه يغزو دواخلنا، ومشتملات تفاصيل التفاصيل، من أصغر نقطة في الذاكرة إلى أكبر معني في القلب، خربشات بصكوك أزلية تناولتها بأحرفك المذهلة التي أغمرت بها العنوان، وأنا على شرفات بعض قصائده التي حظيت بقراءتها، أقف على بوح صادق ينزف بفيض من المشاعر العميقة، عمقاً يجعلها أقرب إلى الوجدان، ولاسيما أنه بالمحكي الملفوظ العامي، الذي يظل له من الصدق والقرب، المنزلة الأقرب، وكل ما دار بخاطري ووجداني حين استنشقت عبير حرفه في" سر الحبق ""وأنت معي بحكي معك في اللاوعي بتحكي معي مثل الشعر في الروح بتظلي عم بحملك صبح ومسا،،،،،،،،، يرفرف الحرف بين أنامله، ويصبح له مذاق ولون آخر، تبقى عبره الحروف أسيرة نبض العراري وعبق الأقحوان،،، احتشدت الذات الشاعرة وتجلت قدرته على إبراز عواطفه ومشاعره،وقدرته على توظيف النسق الرمزي والدلالات المصاحبة لإبداعه، اتخذ من الحرف بوقا ومن الشعر بساطا يحمل تيمات أمل تتجدد بها روح الطفولة وأيقونة وجع تجوب دهاليز اللاوعي، يظلها غلاف السرد ؛فتخرج إلى الوعي، حزازير وأحاجي، تكمن الإجابة عنها في" سر الحبق " لا أدري ما أتفوه به في حضرة هذا المقام، وخاصة عندما جلست على أطراف حروفه، وتنفست عبقها الرقيق، ماأرق معزوفتك "سراق الفرح" وأنت الجالس على مجد المعنى بتراتيلك وترانيم حروفك الوارفة المونقة الثمار، تجسد من الموت آلة تعذيب أبدية "شيخ الثلج بيطل مفتاحو معو مابيوقف عللباب،،،،،،،،،، حروف تشعل حب الحياة ووجع الموت، حروف ذات أبنية وتقنيات حديثة، تمرن على على ضربات الحزن ونار أوجاعه، ماأنقي حسه ووجدانه، عندما يتلاعب بالمعاني ويوقظ الذات على عتبات الخوف من المجهول والوجد المصاحب له في محراب ثنايا الأشواق وتراتيل الحب عندما يفسدها رائحة الموت لغة للشاعر تحسب له لا عليه، لغة من أجيج لظي الجلنار، نص بديع فيه عزف وغناء، فيه أحرف ترقص على جيد الحزن، تباغتنا، تلهب قرائحنا، حرف اقتحم السدود يدوي، يتغلل في مسامات الروح، له طلاوة تمس الحس بعذب المعاني، وعند التحليق في فضاءات أغنيته" سفرة عمر"نجد أحرف تدون صليل المتعة برموز لها شغف الحضور، وحروف آثرت التسبيح بالمعاني، لها من الفتنة مالها، حين تقع عيني على مدادك، تسقط غيمة على حروفي، تأخذني وتطربني حتى الثمالة
وعندما نسبح في فضاءات كلماتك يطيب لنا المقام بين ثنايا حرف انصهرت لغته في واقع بالكاد معاش، جسدته إحدى تراتيلك ألا وهي "ما في حدا" لقد أثملت الحرف بإطلالتك "دقت ع باب العمر ماسمعت حدا كان الحكي نايم ع تخت اللاوعي ولما بدى فصل الشتي بعيونها اهتز المدى فاق الوعي،،،،،، حرف يأتلق بمفرداته ومعانيه يتوق للعتق، يدون تأويلا لذواتنا، حينما تسقط وجعاً في الأزمنة الخبيثة" ولما ندا رد الصدا " ما في حدا ما في حدا " يالقلب تضرج بلهيب الالتياع، يتنفس ويلات الدمار، يرسم شظاياه حرف من جمر تجاسر، يشق عباب الغياب، طموحا بلا يأس رغم كثرة الأضداد، ناهينا عن الفونيمات وما تحدثه من نغم موسيقي "ولما اختفى حلم الهوى" حسيت هالغصن التوى " في قصيدته "كل ما بشوفك" هنا تتسربل لغتك بفلسفة رؤياك التي تأخذنا على أفلاك الكون؛لندرة في دورة التكوين، لوحة يشكلها حس يعبر بنا أطياف الغرابة، لغة تتلاعب بالوصف نحو التوق والتماهي مع الذوات والحيز والمحيط، لغة قادرة على بذل المعاني بدلالات، تؤثر التوغل في الأعماق، لغة لها فضاءاتها وعوالمها الفاتنة وعند التطواف في جنان حرفك تبادرنا قصيدة "عمرين" حرف مكتظ بسحر المعاني، يناجي الوفاء من خلال مدائنه، يسدد لهفته نحو الانتماء المخضب بالوفاء، يهدل وجيبه بين الألم والأمل "مال النخل وقع الفرح في العين" ومشيوا عيوني الدرب وصلوا على النبعين ولوما ما خجل الحكي " يالها من تجليات لها نوازعها، تتوسد رحلة الأمنيات بين الذات وأزيز الوجع، يالك من شاعر يسري الشعر في نبضه، يتخذ من الحرف مركبا يغزو به القلوب، حرف يمتلك نظرة ثاقبة تشف روعة، يفوح عطره لامسا عمق المعاني، حرف مورق بالأناقة، دمت فارسا للقصيد، غيثاً للترانيم والتراتيل، نبراسا للحس المفعم بالجمال، مغدقا بتلافيف ذلك الوهج، دامت كلماتك جارة الثريا ولنا في قصيدته "سهرة" وهي إحدى روائعه، وقفة حيث يسافر بالحروف، في رحلة من عبير بين الجرح والآه، توقد الاشتعال وتطرب المعنى؛كي تزدان بالألق، معتمداً في نصه على أن الذات الشاعرة تجدد عبقها من الأعماق، غير آبهة بمناحي الانكسار، ملاذها الأمل والحلم وجنة الاستقرار "وكل العمر سهرة ياريتها بتدوم بلكي الجرح يشفى ويضيع الآهات ونضلنا بليل الصفا مثل النجوم نجوم" حرف شفيف ينم عن مشاعر فياضة، تتدفق ألقا، قلم يسطر الإبداع، وينثر عبق العطور على ضفاف نهر إبداعه الذي ننهل من فيضه، ديوانك "سر الحبق" فيض من الجمال سكبته تلك الزفرات الألماسية، يارائع الهمس الأصيل والأسيل، ويتبتل فيه الحنين، ويترنح على عتبات الأمل، يرفرف فيه عشقك، كطيف نحلق معه في رحلة الجمال، تطوف مدائن الكلمات بقلوب شفها الوجد، وعطرتها ذاكرتك المكتظة،،،،، ديوان غني بمفرداته ومعانيه يتوق للخيال والتصوير دمت وارف الحرف بظلالك، مونق المعاني،،، زاهر الكلم،،،،، سلمت من شاعر كطائر يشدو بعذب الكلمات تحياتي بالتوفيق دائما شاعرنا العظيم
------------------------------------------------
الف شكر لك دكتوره اكرام عماره

إرسال تعليق

.
 
Top