GuidePedia

0
( أمي )
******
فَتَّحْتُ عيني
فالتمستُ وريدَها
و تمدّدتْ أعضاي بين ربوعها
و رشفت من أحشائها أنفاسَها
و نعِمت في بطنِ الحبيبة أشهراً
حتى خرجْتُ إلى الدُّنا
قالت لهم صار الجنينُ فريدَها
و أنا أعانق ثغرَها
و ألاعب العينينِ بين حنانِها
و أموءُ مثل موائها
و أدورُ مثل سوارِها
ما أجمل التقليدَ بين ذراعها
بات السرورُ بوجنتي تقليدَها
و يداي تحوي قُبلةً
يا فرحتي
في قربها
ألهو و أصرخُ باسماً
و أصافحُ النخْلاتِ
أسمعُ في السماءِ جريدَها
أشتاقُ
أمرحُ عابثاً
أمّي هنا
كمدينةٍ
و أنا الأميرُمتوَّجٌ
منذ استحلتُ وليدَها
ما أجمل المهدَ الهنيئَ بحُضنِها
هي عُشّتي
إذ كلّما رَفْرَفْتُ تحت جناحِها
يأتي السرورُ على بساطٍ طائرٍ
أرسو عليه
و أمتطي كلَّ الطيورِ
أهيم أشدو كالبلابلِ حولها
أختار حرفاً من كلامِ حبيبتي
فيصير عزفا ناعماً
قد ردّدَتْه حمامةٌ
باتَ الغناءُ نشيدَها
يا أمَّ قلبي قد خطفْتِ مدامعي
أَوَكُلَّما راحتْ عيوني للهوى
ترتدُّ نحوَكِ فجأةً
فيُقالُ أصْبحَ حبَّها و عبيدَها
إنّي و قلبي قد أتينا ها هنا
نبْغي رِضاكِ
و نستمدُّ حياتَنا
ما كنتُ أصبحُ شاعراً
لولا هواكِ
فقد نشأْت على يديْكِ مدلّلاً
و قرأتُ في عينيكِ سِفرَ مشاعري
و رضعتُ أفواه العروبةِ كلَّها
فالشعرُ أنتِ
و أنتِ كلُّ ملامحي
لو قلْتُ حرفاً واحداً
لتحرّكَتْ أغصانُ كلِّ حديقتي
بزهورها
و لقالتِ الأيكاتُ
تلكَ أمومةٌ
زَرَعتْ حروفاً بابنِها
و سَقَتْه قلْباً نابضاً
و اليوم تجنى في الصدورِ قصيدَها
==========================
شعر : د. محمد عباس الطاف

إرسال تعليق

.
 
Top