GuidePedia

0
تأملات في آية أو حديث : الكاتب / عبد الرحمن عبد العزيز 
=============================== 
ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها سورة الشمس .... الحلقة - 2 -
النقس : علمنا أنها الذات الإنسانية أي جسده وروحه 
==== وعلمنا انها إما أن تكون مطمئنة أو تكون أمارة أو تكون لوامة
وكنا في الحلقة الأولي أرجأنا الحديث عن النفس وأقسامها لحلقاتنا التي بدأناها الآن فنقول وبالله التوفيق لابد من معرفة بعض الحقائق
الحقيقة الأولي : الله خالق كل شىء وهذه الآية تدل علي أن النفس مخلوقة ========= وليست قديمة كما ادعى المعتزلة ومن سار على نهجهم وأنهم لما استدلوا على أنها مرتبطة بالنفخة وهي قدرة الله على الخلق أصبحت فيها صفة من صفاته عز وجل وهى القدم اى قديم أزلي وهذا باطل من نواحى عدة لان النفخة إرادته عز وجل في الخلق والإبداع وهي كن فيكون وبالتالي مفطورة علي الطريقة التي أرادها الله عليها وهذا معنى " وكل مولود يولد على الفطرة أى علي الإسلام فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه " الحديث .. 
الحقيقة الثانية : فألهمها أى وضع فيها القدرة على المعرفة وهو بمعنى الجبلة وكما ========= قال كثير من العلماء قديما وحديثا تعرف الحق والباطل وتستدل على الفجور وعلى التقوى بذاتها وهو المعنى الحقيقي للفطرة أو الجبلة وهذا مقصود الآية فألهمها فجورها وتقواها – عندها القدرة وعندها العلم على معرفة الفجور والتقوى – الخطأ والصواب – وهكذا 
الحقيقة الثالثة : كل ما في الكون مخلوق بعلم الله وإرادته " ألا يعلم من خلق وهو ========= اللطيف الخبير " سورة الملك وقد سطرت الأقدار والمقادير في اللوح المحفوظ الى أن تقوم الساعة 
وهنا وقفة فقد جاء فى تفسير البغوي قال : إن رجلا من جهينة أو مزينة ] أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله أرأيت ما يعمل الناس ويتكادحون فيه أشيء قضي عليهم ومضى فيهم من قدر سبق ؟ أو فيما يستقبلون به مما أتاهم نبيهم وأكدت به عليهم الحجة ؟ فقال : " لا بل شيء قد قضي عليهم ومضى فيهم " ، قال قلت : ففيم العمل إذا ؟ قال : " من كان الله خلقه لإحدى المنزلتين يهيئه الله لها ، وتصديق ذلك في كتاب الله - عز وجل - : " ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها "
وعن أبي الزبير ، عن جابر قال : جاء سراقة بن مالك بن جعشم فقال : يا رسول الله بين لنا ديننا كأنا خلقنا الآن ، أرأيت عمرتنا هذه ألعامنا هذا أم للأبد ؟ قال : بل للأبد ، قال : يا رسول الله بين لنا ديننا كأننا خلقنا الآن فيم العمل اليوم ، فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير ؟ أو فيما يستقبل ؟ قال : " لا بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير " ، قال : ففيم العمل ؟ فقال زهير : فقال كلمة خفيت علي ، فسألت عنها نسبتي بعد ، فذكر أنه سمعها ، فقال : " اعملوا فإن كلا ميسر لما خلق له " .
وللحديث بقية لزيادة توضيح والفائدة فانتظرونا 
=====================================
مع تحيات : عبد الرحمن عبد العزيز 
دراسات عليا – تربية أزهر

إرسال تعليق

.
 
Top