GuidePedia

0
مغامرة متجددة لا ترغب بالتوقف

لم أجد سوى اليأس يعتري دربي
ولم يخط قلمي سوى تلك العبارة التي باتت هي آخر ما تبقى من همسه الجريح: 
لم يعد هناك شيء يستحق الكتابة 
بكى القلب وتمتم بآخر أنفاسه بالعشق 
وبات لا ينبض إلا بالكره لأولئك الذين سلبوا منه أبسط حقوقه بالحياة 
تلك الأنامل التي لم تكن تمل أو تكل من خط الأبجدية والإبحار بها 
باتت تغرق مابين حرفين منها 
ذلك الحب الذي كنت افتخر به بتت أشعر به عاراً يكسو مشاعري ..
فكل شي في عالمي لا يستحق الكتابة .. 
تلك الأطياف التي عشقتها فصدتني .. 
تلك القلوب التي رحمتها فقتلتني .. 
تلك الصداقات التي صنتها فخانتني .. 
ودمعاتي الكسيرة تختبئ خلف أعيني خوفا من الإذلال 
وتتعالى الضحكات وبالقلب تصرخ الآهات صريعة ألمها .. 
فما يكنه قلبي وما يحويه ليس إلا عاصفة مابين الألم والسعادة 
جميعها مجرد أقنعة .. ومشاعر هوجاء 
ليست إلا جروح باتت حقاً لا تستحق الكتابة
ذلك القلب الذي نبض بالسعادة يوما.. بات لا يعرف كيف هي الحياة 
ذلك الإحساس الذي بذل المشاعر يوما.. نسى كيف هو العطاء 
أصبحت الحياة رحلة لامبالاة ..
تبدأ مني وينتهي مطافها بي ..
فلم يعد شيئا يستحق ...

في محاورة لاستجداء رحمة قلمي
بالعودة للحياة .. 
كطير كسير لم ترحمه السماء ولم ترحمه الأرض .. 
نظرت له الذئاب باسترحام لكنها قتلته .. 
ضمته بحنان ونهشته .. 
ذلك هو الحب والطير أنا 
وكسير الجناح قلمي .. 
هكذا كانت .. 
نظرة لي الحياة باسترحام لكنها أعدمتني ..
ولم ترحم همساتي بطلب الرحمة حتى في الحب.. 
بت اعشق غرفتي .. فلم أجد أكثر وفاء من وحدتي .. 
استهويت الظلام فعلى الرغم من قسوته فهو أكثر رحمة
من ذلك الضوء الذي يظهر بشاعة من حولي .. 
فلم يكن الدلال يوما هبة تستحق التوقف عندها ورفع تحية الثناء 
ولم يكن المال يوما وسادة راحة .. 
ولم يكن الاهتمام علامة للحب 
فالحب والعطاء إحساس لا يتقنه الجبابرة والبخلاء ..

أحيانا .. 
اعلم أني مختلف على الرغم من عدم تميزي 
طاهرا بالرغم عن عيوبي .. 
حكيما رغم جنوني .. 
رحيما رغم قسوتي .. 
متعاليا رغم كبريائي ..
صبورا رغم قنوطي .. 
متفائلا رغم تشاؤمي .. .. 
أحكمت دراسة قدري على الرغم من سطوة جنوني 
رحمت قلوبا لم ترحمني .. ورأفت بقساة حطموا إحساسي 
تعاليت عن زلل الهوى .. صيانة لكبرياء الشرف 
صبرت على جفوة من لا يستحقون وصالي .. بالرغم من قنوط الوفاء منهم 
تفاءلت بحياة سعيدة .. على الرغم من معرفة قسوة أقداري

لا اعلم أين تكمن أخطائي .. 
حتى عندما بدأت بمعالجه جروح نبضي من حب أدمى حياتي 
وجدت أن حبال الحب تلاحقني ..بل تخنقني .. 
لا ارغب حقا بقلب يضمني .. بل بصدق يحتويني ..
لا ارغب بعشق ابدي .. بل بليلة واحده أغمض فيها جفني دون أن يتعبني التفكير بالغد وحساب خسارتي ..
لا ارغب بالحب بقدر ما ارغب بالصدق والوفاء

و تبقى لهذا القلب الشقي ممن يرغبون في رحمته وتقديم نهاية جميلة له قد لا يستحقها .. 
آلا يسمحوا للحب بالتسلل إليه من جديد فما عانه أكفاه 
وإلا فلتأذن هذه الحياة له بأن يقذف نفسه للمرة التالية في بحر النسيان 
ويبدأ بالمغادرة الأبدية 
فلاشيء يستحق ,, 
فلم يعد شيء مستحيلا فعالمي قد آلف العودة إلى نقطة الصفر للبدء بالحياة من جديد 
وكأنها مغامرة متجددة لا ترغب بالتوقف....

إرسال تعليق

.
 
Top