حورية البحار
عالَمٌ كَالأفُقِ الواسع فَسيح
بِحارٌ تأخُذنا حَيثُ اللا نِهاية
نَعدو بِوَجهِ الريح
مِن بَين مَعالِمِ البحار
سَبَحَت صَدفةً ضِدَ التَيار
انفَلَق مِنها نورٌ كَسنا البَدر
تَرى بَينَ مَعالمَها بُزوغ الفَجر
حورِيَة البَحار كاللؤلؤ جَسدها
كَنقاءِ الثَلجِ يَبدو حُسنها
تَلتَفُ بِثَوبها الناصِعِ البَياض
تَخرجُ بِسَكينتها ...
في عَينيها سِحرُ الرِياض
أتراها سَتمكثُ في ألَقها الوَضاء
أم أنَ العالَمَ سَيكسوها بِقاتِم الرِداء
حورِيَةُ البَحرِ تَخطو بِقَدَميها
تَلتَمِسُ الدِفئَ مِن راحَتيها
تَصبو لِعالَمٍ تَزهو بهِ كَزهراتِ الرَبيع
وهي مَن أُغلِقَ عليها صَدفٌ مَنيع
خَرَجَت بِآمالها تَخُطُ يَومَ ميلادَها
فاذا بِالعالَمِ يُغلُ أصفادها
تَتيهُ بينَ المَجهول يَتوارى نَجمها
تَعبثُ بِها أمواجُ الحَياة
تُصارِعُ الريحَ تَستَغيث ..
أمَلها يَتضائل بِالنَجاة
أينَ ذَياكَ الحُسن بَينَ نَهَشاتٍ تَؤزها
كَريحٍ صرصرٍ تَنثرُ أجزائها
بُلِيَّ الجَسَدُ وَوَهن ..
تَعاظِمَ الجُرحُ بِالألم
صَرخاتها تُدوي .. أناتُ صدرها وَبيلُ مِحَن
عَبراتها تُتَرجِمُ قَسوةَ الحياةِ بِنَدَم
تُناجي رَبَ السماءِ .. أعِدني
فَالبَحرُ حياة الحورِ أحياهُ بِدفئي
الصفاءُ في جَسَدي والصَفوَ مَنزِلَتي
أعِدني لِعالَمي النائي ...
بَينَ الأصدافَ يُهَدهِدُني
وَاجعَلني لُؤلؤةَ الأصداف
أرسو في عُمقِ البِحار
لَن أصبو بعدَ الآنَ لِعالَمٍ كَالتيارِ يَجرِفُني
أماني محمد
إرسال تعليق