GuidePedia

1

بحترى العصر الحديث..
محمود غنيم.. الشعر والذكرى 
بقلم/ على الميهى

من ذكريات ديوان العرب.. نقدم عميد اللغة العربية وأحد عمالقة جيل الرواد الذين عبَّروا بصدق وشجاعة عن آمال أمتهم ونضالها فى شعر رصين جميل.. ابن المنوفية الشاعر الكبير الراحل محمود غنيم.. بحترى العرب.. ولد بقرية مليج فى الثلاثين من نوفمبر عام 1902م.. تلقى علومه الأولى فى المعاهد الدينية بشبين الكوم وطنطا وتخرج فى دار العلوم بالقاهرة عام 1929.. تدرج فى وظائف التدريس بعدة محافظات إلى أن ترقى إلى سلك التفتيش.. وأنهى حياته الوظيفية عميداً لمفتشى اللغة العربية بوزارة التربية والتعليم عام 1963م.
تجلَّت موهبته الشعرية وهو لايزال فى مراحل الدراسة المبكرة.. حصل ديوانه "صرخة فى واد" على الجائزة الأولى فى أول مسابقة شعرية نظَّمها المجمع اللغوى عام 1947م على مستوى الأقطار العربية.. وحصل ديوانه "فى ظلال الثورة" على جائزة الدولة التقديرية عام 1962.
ويُعد محمود غنيم من رواد المسرح الشعرى الذين ملكوا عنان اللغة وأصول البيان وأتقنوا الحبكة الدرامية وكتبوا فى جميع الأغراض الشعرية.
من أهم أعماله:
صرخة فى واد، فى ظلال الثورة، رجع الصدى، ومن مسرحياته: (المروءة المقنَّعة، الجاه المستعار، غرام يزيد، يومان للنعمان، النصر لمصر).
لعبت النشأة الريفية دوراً رئيسياً فى تشكيل وجدانه، وكان شعره ينطلق من ثلاثة روافد رئيسية هى: الدين، اللغة، الريف.
كان يتغنى فى شعره بحب وطنه وأمته، ويحى الأمجاد والمآثر، ويتعصَّب لعروبته وإسلامه تعصبا لم يفقده الدعوة إلى الأخذ بأسباب الرقى والتطور.
كما كان فناناً يسحره الجمال أينما كان وحيثما حلَّ، ويستولى الحسن عليه بكل مظاهره وألوانه فيترنَّم بالجمال والحسن فى إيقاعات تشد القلوب وتأسر النفوس.
وكان إنساناً يحمل هموم الناس وآلامهم، ويتطلع إلى تحقيق أحلامهم وآمالهم فى شعر صاف صفاء النفس النقية.
وفى مساء الثالث والعشرين من سبتمبر عام 1972.. توقف نبض الشعر، وسقطت قيثارة الشاعر المغرِّد والمدافع بألحانه العذبة عن العروبة والإسلام.. وأسلم روحه الطاهرة إلى خالقها.. مُخلِّفا وراءه نتاجاً أدبياً تعتز به العربية شعراً ونثراً.

قال عنه يوسف السباعى: "لقد كان الشاعر الراحل فى طليعة من أنجبتهم مصر من شعراء العربية وأدبائها، فحولة، وأصالة، وصدقاً، والتزاماً".
وقال عنه عزيز أباظه: "إنه يمثل الشاعر الحق، بشوامخ شعره، وبما كان يرفد هذا الشعر من خبرة واسعة الآفاق، وعلم غزير بآداب هذه اللغة الشريفة"
وقال عنه صالح جودت: "فقدت الأمة العربية عَلَماً من أعلام الشعر الكلاسى الرصين، خدم قضية الشعر والأدب عامة.. اشتهر بقومياته ودينياته المجلجلة.. وأُشتهر بعد ذلك بأنه كان من ظرفاء عصره، وله فى الإخوانيات والمداعبات الإخوانية باع طويل"
ومن نماذج شعره
فى قصيدة "وقفة على طلل".. يحدد رؤيته السياسية فيقول:
أنَّى اتجهت إلى الإسلام فى بلد تجده كالطير مقصوصاً جناحــــاه.
ويح العروبة! كان الكون مسرحها فأصبحـــــت تتـــــوارى فــــى زوايــــــــــــــاه.
كـــــم صــــرَّفتنــــــــا يــــدكنــــــــا نصرِّفهـــــــــا وبـــــــات يملكنـــــــا شعـــــــــــب ملكنــــــــاه.
ســـــــــل المعانـــــى عنّــــا إننــــا عـــــــرب شعـــــارنا المجـــــد يهـــــــوانا، ونهــــــواه.
هى العروبــــة لفـــــظ إن نطقــــت به فالشرق، والضاد، والإسلام معناه.
وعن المعلم وفضله يقول:
قالوا: المعلم قلت: لست أبالى إن قلـــت: هــــــذا صانـــــع الأجيـــال.
إن قلت: صورها وأبدع خلقهــــا لم يغضب الرحمن صدق مقالى.
نـــور المعلـــــــــم نفخـــــــــــة قدسيــــــــــة من نور وجه الخالق المتعالــــى.
ويعبِّر عن مدى عشقه للريف فيقول:
سلام عليهـــا فى "مليـــــــج" مثابـــــــــة حفظت بها السبع القصار المثانيا.
سلام علـى طنــطا ومعهدها الذى نظمــــت بـــــه قبــــل البلــــوغ القوافيـــــــــــا.
ســلام على دار القضــــاء وأهلـــها وربع من العرفـــــــان أصبـــح خاويـــا.
سلام على دار العلـوم وعهدهـــا وهيهـــات هــــذا العهـــد يرجـــــع ثانيـا.

إرسال تعليق

  1. عاوز مسرحية الجاه المستعار للشاعر محمود غنيم للأهمية بارك الله لكم

    ردحذف

.
 
Top