GuidePedia

0


........
كارت احمر
...........
قصه بقلم
...........
 رشدى البشير
...........

من بين آلاف الاطفال اللذين تقدموا للاختبار الذى ينظمه النادى الشهير التقطته العيون الخبيره للمدرب الكبير...من اول كره لمستها قدميه.
_تعالى هنا...اسمك...سنك...عنوانك...فى اى الانديه او مراكز الشباب تلعب؟.
احتقن وجه الطفل خوفا...تصبب عرقا...خفق قلبه بقوه وجلا وزعرا.
_هل انا لست على المستوى المطلوب ياكابتن؟...ارجوك اعطنى فرصه اخرى لاثبت وجودى.
ضحك المدرب بقوه.
_لا...لن اعطيك الفرصه مرة اخرى.
انهمرت الدموع من عينى الطفل ابن الثمانى سنوات.
_ارجوك...اتوسل اليك...فانا لم المس الكره الا قليلا...اعطنى...............
اغلق المدرب فم الطفل...حمله بين يديه واخذ يدور به سعيدا فرحا.
_لان اختيارك تم من اول كره لمستها...سيكون لك مستقبل كبير جدا فى عالم الكره.
طوق الطفل رقبة المدرب وامطره بالقبلات وهو غير مصدق.
_بجد ياكابتن...بجد؟.
_بالف جد...وجد...بمجرد انتهاء الاختبارات ستوقع على عقود انضمامك للنادى...لكنك ستاتى كل يوم للتدريب معنا كى تحافظ على مستواك الراقى...حتى موعد التوقيع.
انطلقت الزغاريد فى بيت الطفل...انهمرت دموع الفرح من عينى امه التى عاشت من اجله بعد انفصالها عن ابيه...رفضت كل من تقدموا لها...لم تعد تشعر بانوثتها...نزرت نفسها لتربيته ورعايته...وصقل موهبته.
وهى توزع الشربات على اصدقائها وجيرانها..ظلت تعيد على الشباب اللذين ذهبوا معه للنادى السؤال مرات عديده...وهى تتلذذ بما يقولون.
_والنبى تقولولى ماذا حدث بالضبط؟.
_والله ياطنط المدرب اعجب به كثيرا جدا...قال عنه فى غضون سنوات قليله سيكون اعظم لاعب ليس بمصر فقط...انه سيصير عالميا...ستطبق شهرته الآفاق.
كان قلب والدته يرقص طربا وهى لاتمل سماع كلامهم.
_غدا ياطنط سناخذه للتدريب ولن نتركه الا بعد ان يوقع على اوراق انضمامه.
تحتضن الام ابنها وتقبله...سيصير ابنى نجما كبيرا...ساحصد زرعى مبكرا...احمدك يارب على جزيل عطائك...لم اعد اتمناه دكتور او مهندس كما كنت اود...فلاعب الكره اصبح اروع كثيرا...ماديا ومعنويا.
_اشكركم من كل قلبى...فانا من سياخذه كل يوم للتدريب قلبى لن يطاوعنى على تركه مرة اخرى بدونى...كى اسعد به...واقف على حقيقة مستواه.
ما ان دخلت الام النادى وابنها بيدها حتى استقبله الجميع بترحاب بالغ...كانه لاعب مشهور حقق للنادى بطولات كثيره.
_انه امل النادى فى السنوات القادمه.
_سيكون له شان عظيم.
_نحن شاهدناه بالامس وازهلتنا لمساته الساحره وموهبته النادره.
ترك يد امه وكل الملتفين حوله وجرى نحو مدربه...احتضنه المدرب بكل حب...الام ترمقه بنظراتها وهى تعدو خلفه...ينظر المدرب ناحيتها.
_من هذه؟.
_انها امى...اصرت ان تاتى معى ولاتتركنى طوال ايام التدريب.
تسمر المدرب امامها...ماهذا الجمال البديع؟..ماهذا البهاء الخلاب؟...ماهذا القوام الممشوق؟...ماهذه العيون الساحره؟...انها خارج نطاق البشر...صافحها مرحبا...لم تترك عينيه عينيها...حاصرتها كانها فريق منافس يحاول رسم الخطه التى يسحقه بها...رائعه روعة موهبة طفلها النادره.
_اهلا وسهلا سيدتى.
_اريد ان اعرف من حضرتك مستوى ابنى الحقيقى لان ماسمعته لايمكن تصديقه.
_نعم لاتصدقى كل ماقيل لكى...لان مستوى ابنك اكبر من كل ماقيل لكى من كلمات.
افتر ثغرها عن ابتسامه مشرقه...هتفت وهى تعانق ابنها وعيناها قد اغرورقت بالدموع.
_اشكرك ياكابتن الف شكر.
عشرة ايام وهى تاتى بطفلها كل يوم للتدريب...زاع سيطه كثيرا...اصبح له جمهوره الذى يعشقه...يلتف الجميع حوله...ياخذون معه صورا تذكاريه وكلهم سعاده...دنت الام من المدرب تساله عن موعد التدريب القادم...لم ينظر المدرب اليها كما كان يفعل...حلقت عينيه فى السماء تاره وفى الارض تارة اخرى حتى لاتصطتدم بعينيها بصوت حاد...جاف فاجئها.
_ليس لابنك مكان عندنا...لن ادربه بعد اليوم...لن يدخل النادى مرة اخرى.
هالها ماسمعت...كادت تسقط مغشيا عليها...صرخت باعلى صوت.
_لماذا؟..ماذا حدث؟..هل هبط مستواه فجأه؟...هل اكتشفتم من هو اعظم منه ولم تعودوا فى حاجة اليه؟...اخبرنى بالله عليك.
صمت المدرب ولم يجب...عاجلته الام قائله.
_سأأخذه الآن للفريق المنافس لكم...لقد زارونا بالبيت عدة مرات عندما علموا بموهبته...طلبوا منا انضمامه اليهم نظير مبلغ كبير من المال لكننا رفضنا احتراما لكلامنا معكم...لكنى لن اترك مكانى قبل ان اعرف السبب.
كانت تصرخ وجسدها ينتفض...ودموعها تغرق وجنتيها فتزيدهم احمرارا وجمال...
من بين شفتيه المرتعشه خرجت كلمات المدرب يكتنفها الحزن...ممزوجه بكل الالم.
_ابنك ياسيدتى موهبه نادره لن تتكرر بعد عشرات السنين...لكن عينيكى اللذين لايقلان عن موهبته روعه وجمال...سحرونى...قتلونى...افقدونى صوابى...لم اعد اركز فى التمرين...او الاختبارات..وانا اقود سيارتى...او فى بيتى...انهم يلازمانى فى كل مكان...لقد اسرانى واستحوذا عليا تماما...ساضحى بابنك الذى كان املى اكتشافه وصقل موهبته...سارفع فى وجهه الكارت الاحمر...لان عينيكى ستغتال موهبتى التدريبيه التى اعيش واسرتى من ورائها...ستهزم تاريخى وتحيلنى الى حطام...هذه هى الحقيقه كامله ياسيدتى.
اخذت الام ابنها وطارت للفريق المنافس والفرحه تغمرها لتاكدها من مستوى ابنها الفذ....ولكون انوثتها مازالت طاغيه تخشاها العيون
.............
رشدى البشير.

اهداء
............
الى صاحبة اجمل عيون صافحتها عيانى....طوال رحلتى مع الحياه
.......
رشدى.

إرسال تعليق

.
 
Top